نظرة الاباء نحو تعليم الابناء قبل التعليم الجامعي : بداية يجب أن نقف ونشاهد أنفسنا أثناء مراحل حياة أبنائنا في المدارس وما هو الدور الرئيسي الذي نلعبه معهم لمساعداتهم على تحصيل ما تعلموه في المدرسة ، لأنك إذا فعلت ذلك سوف تجد نفسك وبوصف دقيق لست سوى مجرد شرطي على أبنائك لتنفيذ الواجبات المدرسية وليس أكثر من ذلك متغاضياً عن المحتوى التعليمي وهل ما يدرسه الأبناء يفيدهم حقاً أم أنه مجرد سرد لمعلومات ليس منها أي أستفاده علمية وعمليه .

سوف يجد كثيراً منكم كلامي غريب بعض الشيء ولكن هي الحقيقة وليس تهكماً على المواد الدراسية والمناهج التعليمية ولكن ما معني أن يدرس أبنائنا نظريات رياضية لا تفيد الأبناء حتي في كليات الهندسة فما الجدوى منها في مرحلة التعليم الابتدائي أو الثانوي ، وهل لدراسة الفيزياء بكل ما فيها من التعقيدات تفيد طلبة الثانوية أو كليات الآداب والحقوق والهندسة والطب وكل ذلك أعتقد أنها تخصص ضيق في مجال واسع فكيف لتخصص ضيق مثل هذا أن يعتمد ويُعتد به للدراسة في المرحلة الثانوية ماذا يفيد ؟ هل معرفة علم الكيمياء والتركيبات الكيميائية سوف تفيد الطلبة فيما بعد وإن لم يتخصصوا بها وما هي الاستفادة منها ؟ كيف أستفيد من كل العلوم التي حصلتها ولم أتخصص بها ؟ فالإجابة لا شيء والدليل ما نحن عليه الآن

فدورة حياة الطالب المدرسي تتلخص بأن يذهب إلى المدرسة لدراسة رياضيات وكيمياء واحياء وفيزياء ولغة أجنبية ولغة عربية ويأخذ عليها الواجبات والتي تتلخص في عدد صفحات من كل مادة علمية عليه أن يحفظهم حتي يتخطى الامتحان بنجاح وليس من الضروري أن يفهم ما تم دراسته لأنه وإن فهم فلم تفيدة بعد ذلك فسوف تكون في طي النسيان لأنه ليس في مجال تخصصه فالهدف من طريقة التعليم هي تخطي الاختبار وليس التعليم والتثقيف فيكون هدف المعلم فقط هو تحفيظ المنهج للطالب لينجح فقط  ليس ليهتم بالفيزياء أو الكيمياء ولا بأي علم من هذه العلوم

أما عن دور الآباء فكما ذكرت في المقدمة هو الشرطي الذي يراقب إتمام عمل الواجبات المدرسية على أكمل وجه وتكون مهمتهم الأساسية هي الاشراف على كيفية حفظ الأبن حتي ينجح فقط وإذا نجح ولله الحمد يتخرج غير مثقف ، نعم غير مثقف فمن منكم يتذكر الآن النظريات الرياضية والتركيبات الكيميائية والمعادلات الفيزيائية لا أحد ولكن كل من تخرج من التعليم الابتدائي والثانوي ودخل الجامعات يبدأ هنا التخصص في الكيمياء والفيزياء والرياضيات وعلوم أخري والغريب أنها لا تشبه ما تم دراسته في المراحل السابقة فأين الخلل في هذا النظام ؟ هل في وضع المناهج العلمية أم في الطالب أم في عدم تحديد ما يفيد وما لا يفيد ؟

فيجب أن تكون مراحل التعليم الدراسية سلسلة متصلة لا منفصلة متكاملة ومتجانسة تكمل بعضها البعض ولكن نجد نفسنا هنا مطالبين بعد مراحل دراسية طويلة أن نثقف نفسنا مرة أخرى فالآباء يجب أن ينظروا إلى أنفسهم وما حصلوه من تعليم وفائدة ما درسوه ليعلموا ما سوف يكون عليه أبنائهم ويجب عليهم أيضاً أن يتثقفوا هم أولاً حتي يعلموا أبنائهم الثقافة وتحصيل المعلومات التي سوف تنفعهم مستقبلا مع عدم الإهمال بدروسه المدرسية ودراسته فكما قال البرت أينشتاين العالم الفيزيائي الشهير ” الثقافة هي ما يبقى بعد أن تنسى كل ما تعلمته في المدرسة .”

بقلم  أ / حسام سلام