أختلف الكثيرين في تحديد معايير ثابتة لأصحاب الكفاءات حيث يحتاج القائد أو المدير أو صاحب العمل إلي تحديد من هم أصحاب الكفاءات التي يحتاجها كل هؤلاء لشغل المناصب التي تعطي دعم قوي للمكان الذي سوف يشغله ، وقد تعددت المعايير واختلف التقييم من شخص إلى آخر ولكل منهم وجهة نظره في تحديد هذه المعايير وفقاً لما يراه مناسباً ولكننا في هذا المقال لم نذكر ونعدد هذه المعايير وفقاً لوجهة نظرنا ولكننا سوف نذكر أمثلة  تستطيع عزيزي القارئ أن تأخذ منهم أنت ضوابط لتحديد من هم أصحاب الكفاءات ، ولم أجد أفضل من الرسول عليه الصلاة والسلام لأخذ الأمثلة في ذلك حيث أنه مؤيد بالوحي فتكون تصرفاته وأفعاله وتطبيقه على أرض الواقع متماشية مع المنهج الإسلامي ومراد الله .

إرسال الرسول علية الصلاة والسلام مصعب بن عمير لتهيئة المناخ الصالح في المدينة المنورة :

يجب أن نتوقف هنا عند اختيار الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام إلى شخص مصعب بن عمير رضي الله عنه للقيام بهذه المهمة حيث أنه وتطبيقاً للموضوع الذي نتطرق إليه في المعايير التي من خلالها تستطيع أن تتخذ أصحاب الكفاءات للقيام بالمهمة أو بالعمل المطلوب منه حيث أنه يجب على القائد أن يعرف مقدرة الرجال الذي من حولة وكذلك صاحب العمل وأن ينزل كل منهم منزلته ويعطى لكل منهم ما يقدر عليه لا ما يفوق طاقته بحجة أنه سوف يتصرف في الموقف الصعب .

فقد وقع الاختيار على مصعب بن عمير والذي كان فتى مدللاً لأمه ومن أنعم الشباب في مكة وأكثرهم ترفاً ورخاءاً حتى كان يعرف أنه قد عبر من هذا المكان من كثرة عطره ، وكان صوته من أفضل الأصوات وبهذا يرى الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قد اجتمعت به عدة عوامل تجعله من أفضل الأشخاص للقيام بمثل هذه المهمة فشجاعته النفسية وكفاءته العلمية والعملية على أرض الواقع وقدرة تواصله مع الأخرين تجعله يستطيع أن يدخل كل بيت في المدينة في غصون سنه حيث أنه وبذكائه في تنفيذ ما وكل إليه فقد أستعان هو أيضاً بأحد أصحاب الكفاءات وهو أسعد بن زرارة والذي كان من أعرف الناس بالمدينة وأهلها حيث وقع اختيار مصعب بن عمير على التوجه والمحاولة مع سعد بن معاذ وأسيد بن حضير سيدا قومهم وعند اسلامهم كانت مهمة مصعب قد سهلت كثيراً وأستمر فيما أسند إليه من مهام حتي أستشهد يوم أحد و أنزل فيه قول الله تعالى: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ الأحزاب : 23

أتخاذ الرسول عليه الصلاة والسلام مرشداً للطريق من غير المسلمين :

وقد استأجرا النبي صلي الله علية وسلم عبد الله بن أريقط الليثي وكان ماهرا في معرفة الطرق – وكان على دين قومه – وقد أستأمنه الرسول وصاحبة أبو بكر الصديق رضي الله عنه على متاعهما وأمانهما بل وسلما إليه متاعهما وواعداه عند غار ثور بعد ثلاث وقد أرشدهم بمهارته  إلى اتخاذ طريق غير الطريق المعهودة .

وهنا يأتي التساؤل هل نقدم أصحاب الكفاءات وإن لم يكن مسلماً فتأتي الإجابة في فعل النبي صلي الله علية وسلم إلي تقديم أهل الكفاءات بدون النظر إلى الدين أو الجنس (ذكر أو أنثى) بل يجب أن يكون على كفائه ويمتلك الأمانة والنزاهة التي تؤهله من القيام بعملة وعلى هذا اتخذ النبي صلي الله علية وسلم – عبد الله بن أريقط دليلا عارفا بالطريق ولو كان مشركا، مادام مؤتمنا، متقنا لعمله .

ومن هنا عزيزي القاري يتجلى لك من هاتين المثالين المعايير التي أتخذها الرسول عليه الصلاة والسلام للأخذ أصحاب الكفاءات لتنفيذ المهمات الموكوله إليهم وبالتالي تحقيق النجاح للقائد في مهمته أو للمدير وصاحب العمل في عملة ، وأردنا في هذا المقال أن نقف على سبب من أهم الأسباب لتحديد أصحاب الكفاءات وهو معرفة الأشخاص وقدراتهم وما كانوا عليه وكيف اكتسبوا مهارتهم لتعيين وتحديد الشخص المناسب للقيام بالعمل .

بقلم  أ / حسام سلام