الاعتقاد الخاطئ حول مرونة أدمغة كبار السن

اعتقد علماء الدماغ أن كبار السن لديهم قدر أقل من المرونة العصبية المطلوبة لتعلم أشياء جديدة، وأنه لا يتم توليد العديد من خلايا المخ الجديدة لديهم.

الدراسات الجديدة التي تنفي صحة القديمة

لكن الباحثون يؤكدون لأول مرة أن كبار السن من الرجال والنساء الأصحاء يمكنهم توليد العديد من خلايا المخ الجديدة مثل الشباب، و تقول ماورا بولدريني أستاذة علم الأعصاب في جامعة كولومبيا، إن النتائج قد توحي بأن العديد من كبار السن لا يزالون أكثر إدراكًا وعاطفًا من المعتاد.

و تُظهر دراسة جديدة أيضا أن كبار السن تعلّموا مهمة بصرية مثل الصغار، وأظهروا درجة عالية من التعلم و مرونة في جزء مختلف من الدماغ أكثر من المتعلمين الأصغر سنا .

وقال أستاذ في جامعة براون ومؤلف مشارك في الدراسة التي نشرت في مجلة نيتشر : ” نعتقد أن درجة اللدونة في القشرة تصبح محدودة أكثر مع كبار السن، ومع ذلك فإنها تحافظ على القدرة على التعلم، بصريا على الأقل عن طريق تغيير بنية المادة البيضاء .

تجربة تؤكد صحة هذه الدراسة

سجلت دراسة فريق مكون من 18 متطوعًا تتراوح أعمارهم بين 65 و 80 عامًا و 21 متطوعًا تتراوح أعمارهم بين 19 و 32 عامًا للتعلم وأداء مهمة إدراك بصري مجردة في المختبر على مدار أسبوع تقريبًا.

رأوا شاشات تظهر نسيج الخلفية من خطوط موجهة في اتجاه معين، و ستظهر رقعة صغيرة من الشاشة خطوطًا تشير إلى اتجاهين مختلفين ضد هذه الخلفية، و كان على المشاركين ببساطة الضغط على زر يشير إلى أنهم رأوا تصحيحًا مع اتجاه معين .
قاموا الباحثون بمسح أدمغة المتطوعين في بداية ونهاية الأسبوع باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، والذي يمكن أن يشير إلى اللدونة في القشرة الدماغية، و في تحليل نتائج الفحص ونتائج الأداء التعليمي معًا، وجد الباحثون أن المتعلمين الأصغر سنا أظهروا أكثر تغيرا في المادة البيضاء في الدماغ بكثير من المتعلمين الأكبر سنا.

في المتطوعين من كلا المجموعتين العمريتين ، حدثت تغيرات في الدماغ فقط في الأقسام المقابلة للجزء المحدد من المجال البصري، وبإلقاء نظرة أكثر عمقاً على العلاقة بين التغيرات في المادة البيضاء وأداء التعلم في الموضوعات القديمة، وجد الباحثون أنهم انفصلوا إلى مجموعتين متميزتين بوضوح: “المتعلمين الجيدين” و “المتعلمين الفقراء”.

و في المجموعة التي تعلمت بشكل جيد، زادت دقتها في التمييز الرقعة بأكثر من 20 بالمائة، أ وتبين وجود علاقة إيجابية بين التغيرات في المادة البيضاء وتعلمهم المحسن، ولكن من بين مجموعة “المتعلمين الفقراء” التي كان لديها تحسن أقل من 20 في المائة، كان الاتجاه هو أن التحسن في التعلم انخفض مع تغير أكبر في المادة البيضاء.

فكل هذه الدراسات الجديدة تشير إلى أن المرونة لا تنخفض بالضرورة مع التقدم في العمر، بل قد تتحول فقط مع تبييض الشعر إلى المادة البيضاء في الدماغ .

بقلم هدير مجدي