الحلم الذي يعيش ورائه المليارات من الناس رغبة في تحقيق الثروات ، للأسف يكون مجرد حلم على الأغلبية ممن يفكرون في كسب المال والبحث عن الثراء ، والقليل فقط هو من ينجح في ذلك ، هل سأل أحدا نفسه في يوم لماذا نفكر كثيرا ولا توجد ثروات تتحقق ، لو أن نسبة التفكير تعادل نسبة الأرباح وتحقيق الثروات لكان هناك أناس قد وصلت ثرواتهم عنان السماء ، ولكن الحكمة الحقيقية والتي لابد من أن نضعها نصب أعيننا دائما أن أمر الرزق قد كتبه الله لنا قبل أن نخلق على ظهر هذا الكون

ولكن ليس معنى ذلك التواكل ولكن السعي والتوكل على الله سوف يكون سبب في تغيير الحال دون جدال ، ولكن لكل شيء سبب ولتحقيق الثروات أسباب حقيقية والكثير من الباحثين بشكل جدي لا يسيرون إلا وراء خطط قد وضعت واستراتيجيات لها ثقل ووزن من أجل تحقيق أقصى درجة من النجاح تعالوا بنا نتعرف على أسباب النكسة المستمرة في عدم تحقيق الثروات مثل الأثرياء .

رؤية العلماء والخبراء في الفشل المستمر .
الفشل الذي يحدث مع كثير من الناس قد كان هناك رؤية قوية من بعض المحللون والعلماء وقد وجدوا تفسيراتهم حول هذا السبب ورأوا أن السبب في هذا الفشل هو الجهل وعدم السير على خطط واستراتيجيات صحيحة وكذلك بعض السلوكيات الخاطئة التي يفعلها الأشخاص وكذلك بعض المعتقدات الغير صحيحة والتي تؤثر بالسلب في التحرك نحو النجاح وهي :

  • الادخار الخاطئ
    هو الخطأ الكبير الذي يقع فيه الكثير من الناس وهو الادخار والاحتفاظ بالأموال بقيمتها التي تضيع قيمتها مع الوقت ، متوهما أن الرصيد الذي يوضع في البنك أو صناديق الادخار سوف يكون سبب في تحقيق أرباح بنسب محسوبة ودقيقة وواضحة نصب عينيه ، ولكنها حقيقة نظرة سطحية للغاية ، وتؤدي إلى فشل كبير حيث أن القيمة الاسمية للنقود تقل مع الأيام ومستوى التضخم يزيد أي أن قيمة النقود التي بحوزته مهما زادت بسبب العمولة البنكية من الفوائد التي سوف تتاح له لن تعطي له القيمة السوقية للنقود في موعدها

    ولذلك أكد علماء الاقتصاد والاستثمار أن الادخار من أجل الاستثمار أمر لابد منه ولكن الادخار من أجل الادخار فقط فهو أمر محكوم عليه بالفشل ، بمعنى أن المدخر لو كان نهج ادخاره من أجل إقامة مشروع استثماري وينتظر ليكمل المبلغ المطلوب منه فذلك أمر واقعي ، ولكن المدخر فقط من أجل الادخار وكنز الأموال فهو بذلك يخسرها دون علم ولن يحقق الاستفادة الحقيقية من جمعه للأموال أبدا ما عاش ، وبذلك يصبح سلوك المدخر هو السبب في إيقاعه وليس في تقدمه . 

  • اللهث وراء الأحدث
    كثيرا من ذوي الدخول المرتفعة لا يستطيعون أن يحققوا نجاحا ماديا ويعيشون حياتهم يوما بيوم مهما كان الدخل عالي للغاية ، ولكن هذا بسبب سعيهم المستمر نحو الموضة والموديلات الحديثة في كل شيء والبحث عن الشهرة من وراء اقتناء ما يشتروا والذي لا يحقق فائدة اقتصادية ، مثل ما يحدث في شراء شيء ما من مزاد على هيئة مقتنيات لا يوجد من ورائها فائدة ، ويضيع من ورائها أموال طائلة دون لزوم ، فيصبح هذا السلوك سبب رئيسي في عدم تكوين الثروات والسعي الدائم وراء الشهوات الغير مقنعة بالمرة .
  • الاعتماد على مورد واحد للدخول
    المميزين في صناعة الثروات والبارعين في تكوين الثروات دائما ما يكون لديهم أكثر من مورد للدخل ، ولا يعتمد على مورد واحد ، فدائما ما يكون موارد الرزق المتنوعة سبب رئيسي في رفع الثروة بشكل رائع ، خاصة وأن المورد الواحد قد يصاب بمكروه في يوم ما وحين ذاك لن يكون بمقدور الشخص حينها سوى البكاء والتندم على عدم تفهم الأمر من البداية ، لذلك سلوك الشخص في اتخاذ مورد واحد للدخل قد يجعله طوال العمر في صعاب وتعب وكفاح من أجل لقمة العيش وليس أكثر أو ربما حقق بعض الايجابيات ولكن ليس بالشكل المأمول . 
  • عدم حب المجازفة
    المجازفة في حد ذاتها قد تغير الحياة من حال إلى حال ، ولكن ليس كل مجازفة سبب في تحقيق النجاح والثروات ، ولكننا نتحدث عن المجازفة المحسوبة والمدروسة والتي من ورائها يكون النجاح الحقيقي ، فقد يكون سلوك الإنسان السلبي في الخوف في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب سبب رئيسي في فشله باستمرار ، فقد تكون الفرصة سانحة للنجاح والتقدم وتحقيق الثروات ولكن الشخص نفسه صفاته النفسية والشخصية ليست محبة للمجازفة وخوفه يغلب عليه وعلى تفكيره ، هذا السلوك الشخصي قد يكون سبب رئيسي للفشل في تحقيق الثروات وكثيرا ما نجد مثل هذا المثال في مجتمعاتنا بشكل واضح وكثيف .

من هذا المنظور وبعد توضيح أسباب الفشل في تحقيق الثروات ، لابد من التفكير بشكل ايجابي وبخطة وإستراتيجية صحيحة والعمل على التخلي عن هذه الأسباب السلوكية التي هي سبب فشل البعض في تكوين الثروات .