كيف اقضي وقت فراغي ؟ سؤال يأتي اجباته في سطور هذا المقال ، فالوقت هو أهم وسيلة للنجاح، فعند مراجعة قصص حياة الناجحين والعظماء نجد أنهم كانوا يحترمون الوقت ويعرفون قيمته، فالوقت هو أرخص رأس مال للنجاح..النجاح يعتمد على تحديد الوقت واستثماره بطريقة جيدة والالتزام بأركان الوقت هو واحدا من أهم عوامل وضوح الهدف وإدراكه، ومعرفة الاحتياجات الخاصة بالفرد ،فالالتزام بالوقت يدل على صدق الارادة الشخصية ومعرفة الاحتياجات ووضوح الهدف والعمل على تمكين النفس من الخير لتحقيق الهدف المرجو .

ولكن الكثير من الأشخاص قد يعانون من زيادة الأعمال والمسؤوليات وقلة الوقت وسرعة مروره وينتج عن ذلك ضياع فرص وأعمال كثيرة بالإضافة إلى عدم القدرة على الإبداع وعدم القدرة على الإهتمام بالنفس والتواصل مع الأهل ، ولذلك يتولد لديهم السؤال المشهور كيف اقضي وقت فراغي ؟  .

تعريف الوقت ووقت الفراغ :

الوقت هو مصطلح اعتاده الناس بسبب كثرة تداوله ومعرفة احتياجاته بين جميع الناس بمختلف أعمارهم وفئاتهم، ولكن تختلف قيمة الوقت ومفاهيمه على حسب رؤية الناس له، ويمكن تعريف الوقت بطريقة مجردة على إنه فترة زمنية محددة يتم فيها إنجاز مهام معينة

ويتساوى جميع الناس في كمية الوقت الذي يمتلكونه ولكنهم يختلفون في كمية الوقت المهدر، فاليوم عند جميع البشر مدته أربع وعشرون ساعة لا يزيد غنيا عن فقيرا أو حتى قويا أو ضعيفا في كمية الوقت، ولا يمكن شراء الوقت بأي ثمن. ولكن من الممكن جدا استثماره ليعطي الكثير من الإنتاج المميز والمجزي ويختلف الناس في كيفية استثمار الوقت واهتمامهم به وادارته.

أما وقت الفراغ فهو الفترة الزمنية التي يقضيها الإنسان بدون أعمال أو انشغالات ويكون وقت فارغا خالي من أي واجبات أو مهمات .

أهمية وقت الفراغ

وتظهر أهمية وقت الفراغ في أنه فرصة يمكن استغلالها وتوظيفها في خدمة الفرد وتلبية مطالبه وتعويض التقصير في بعض الاحتياجات التي لم يتم القيام بها في وقت سابق، في بعض الأوقات قد يستثمر الإنسان هذا الوقت بصورة جيدة مثل ممارسة الرياضة أو القيام ببعض الأعمال التطوعية أو الخيرية أو تعلم شيء جديد أو تنمية النشاط العقلي بالقراءة، وغير ذلك من النشاطات الجيدة التي تهدف إلى تلبية الرغبات النفسية والعقلية والانفعالية والاجتماعية.

كيف اقضي وقت فراغي ، يمكن من خلال ما هو اتي :

إذا لم يحسن الفرد استثمار وقت الفراغ بطريقة مناسبة لاحتياجاته سوف يؤدي ذلك إلى اضطرابات نفسية منتجة بعض الأفعال السلبية مثل الإدمان أو التعرف على رفقاء السوء وزيادة المشكلات الأسرية والمجتمعية الخطيرة التي تهدد الأمن والممتلكات العامة والأخلاق، ولذلك يجب الاهتمام بتنظيم الوقت والتخطيط له واعطائه قيمته التي يستحقها واستثماره على احسن وجه، ويمكن استثمار الوقت في الأمور التالية :

١- تعلم القرآن الكريم ومتابعة العلوم القرآنية وأحكام القرآن وتفسيره ومعرفة العلوم الشرعية والمواظبة على حضور الندوات والمؤتمرات والدورات الدينية التي تعمل على تفتح الذهن وتوسيع مداركه وزيادة المعلومات.

٢- قراءة الكتب والمؤلفات والروايات  والتزود من معلوماتها واثراء الثقافة وتحسين الذاكرة .

٣- ممارسة الرياضة واستثمارها في الحفاظ على الجسم والتفكر في النفس واحتياجاتها وتطويرها والبحث في مناطق ضعف وقوة الشخصية .

٤- متابعة الانترنت والمستجدات التكنولوجية والبحث في الأخبار العالمية والاختراعات والاكتشافات الحديثة وتطور العلوم .

٥- تقييم الذات ومعرفة الاحتياجات النفسية من خلال دراسة التغذية الراجعة من العمل ومتابعة النشاطات الاجتماعية والثقافية والرياضية بالإضافة إلى الخرص على التخطيط للتطوير والتنمية الذاتية .

٦- الترفيه عن النفس والمشاركة في رحلات اجتماعية مع الأقارب والأصدقاء وانجاز الاحتياجات المنزلية بهدف زيادة التواصل والترفيه.

اقرأ ايضا

كيف تتعلم الرسم وتصبح رسام مبدع في وقت بسيط

 

أمثلة  للاجابة على سؤال : كيف اقضي وقت فراغي ؟

النبي صلى الله عليه وسلم هو خير قدوة في كيفية استثمار الوقت والحرص على قضائه أفضل أسلوب والحرص على عدم ضياعه وذلك من خلال بعض الممارسات والسلوكيات التي كان يعلمها للمسلمين، ومن أهم هذه السلوكيات :

١- سباقات للخيل والإبل وتعلم الفروسية:

كان العرب يقومون بعمل سباقات للخيل والإبل منذ أيام الجاهلية وكانت من أهم الرياضات العربية وقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بعدة سباقات للخيل مرات عديدة لكي يعلم المسلمين كيفية استثمار السباق في أرض المعركة بالإضافة إلى استثمار الوقت والترفيه عن النفس

٢- الجري على الأقدام

يعتبر الجري على الأقدام أحد أهم المهارات التي كان الرسول عليه الصلاة والسلام يعلمها لأصحابه، وكان يقوم بتنظيم المسابقات ويكافئهم عليها .

٣- المصارعة:

كان العرب منذ أيام الجاهلية يحبون المصارعة جدا  وكانوا يقيمون المسابقات لها في الأسواق حتى أنها كانت تقام في سوق عكاظ، وعندما جاء الاسلام لم يحرمها فكان الصحابة يلعبون المصارعة ولكم بدون توحش أو تفحش، وكانوا يعتبرونها رياضة بدنية وتأديب للنفس وشغل أوقات الفراغ .

(مرَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على نفرٍ من أسلمَ ينتضلونَ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ارموا بني إسماعيلَ، فإنَّ أباكم كان رامياً، ارموا وأنا مع بني فلانٍ. قال: فأمسكَ أَحَدُ الفريقينِ بأيديهم، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ما لكم لا ترمونَ؟ قالوا: كيف نرمي وأنتَ معهم؟ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ارموا فأنا معكم كلُّكم).