بداية يجب أن نقف ونعرف معنى كلمة مثقف والمثقف هو المتعلم من الرجال أو النساء ، ومن له معرفة بالمعارف ، ومتبحر في المطالعة .

والمطلوب من الشخص الذي يريد أن يكون مثقفاً أن يكون على حد معين من المعرفة في كل علم من العلوم فإذا تمعنت في هذه الكلمات أن تكون لك معرفة بحد معين لكل علم من العلوم الدينية والدنيوية سوف تقول هذا مستحيل أن أصل إلى حد المعرفة للإلمام بكل هذه العلوم ولكن بعد قراءة هذا المقال سوف تعرف أن الأمر سهل جداً وبسيط .

بداية التثقيف

أولاً أن تكون مطلعاً

ومساحة المطالعة هي أن تقرأ على الأقل كتاباً واحداً في كل المجالات بمعني أن المعارف والمجالات كثيرة فيجب عليك أن تقرأ كتاباً واحداً على الأقل في حياتك عن هذا النوع المعرفي أو هذا المجال لتنفي وتكسر قشرة الجهل من هذا الفرع أو المجال .

والآن أنت تقول كيف أقرأ حتي كتاباً واحداً في كل هذه المجالات فهل عمر الإنسان يكفي لهذا … إليك الحقيقة .

العلوم الدينية والطبيعية الدنيوية لا تتعدى ستون (60) علماً فلو أخترت كتاباً واحداً لكل علم من هذه العلوم وكان عدد صفحات هذا الكتاب (300) صفحة وكل يوم تقرأ ساعة واحدة من هذا الكتاب فسوف تنتهي من قراءة الكتاب في أسبوع واحد فقط وبالتالي (60) علماً يعني (60) أسبوعاً والعام يتكون من (52) أسبوعاً إذا تحتاج إلى (14) شهراً لتنفي عنك صفة الجهل ، فمن الممكن أن تزيد عدد ساعات القراءة وايضاً ليس من الضروري أن يكون الكتاب يحتوي على (300) صفحة فمن الممكن أن تقل وبالتالي تقلص المدة المطلوبة لتكون مطلعاً ومثقفاً .

ثانياً المشاركة في سبل الثقافة

تميز العرب قديماً من المفكرين والأدباء والشعراء والعلماء الدينيين والدنيويين بأنهم كانوا علماء موسوعيين بمعني أنهم كانوا يتبحروا في كافة العلوم فإذا أخذنا منهم الأمثلة سوف نجد ونتفاجأ أنهم لم يقتصروا بعلمهم ومعرفتهم على ما عرفوا واشتهروا به فمثلاً الإمام الشافعي رحمة الله عليه كان يدرس علم الفراسة في اليمن وكان يعرف في الشعر والادب والبلاغة أما ما أشتهر عنه من فقه مذهبي فهذا ما يسمي بالتخصص والتفنن وهو مرحلة سوف نتحدث بها لاحقاً والمقصود أن الأمثلة كثيرة جداً ولا يسعنا المقام هنا لذكرها جميعاً .

فالمشاركة هي المساحة التي من خلالها تستطيع أن تشارك الأخرين في التخصص ولكن ليس بقدر المتخصص المتفنن في هذا العلم فتكون عندك المقدرة في فهمة ومشاركته بمعني أنك لو كنت طبيب متخصص في مجال المخ والاعصاب فيجب أن يكون عندك معرفة طبية بمساحة المشاركة مع طبيب الأمراض الجلدية فتتشارك هذه المعرفة معه فإذا تحدث عن حالة معينة فتتشارك معه هذه المعلومات وتكون على دراية بما يقوله ويتحدث به أو عندما تكون معلم لغة عربية وتجلس مع شاعراً متمرساً متخصصاً متفنناً موهوباً فعندما تجلس معه لا يصعب عليك فهم ما يقوله من أبيات شعرية حتي لو لم يكن تخصصك فاطلاعك ومعرفتك وتثقيفك جعلك تدخل في مساحة المشاركة ، والأمثلة كثيرة .

وبهذا تكون قد وقفت على أول الطريق لتكون مثقفاً وفي المقال القادم سوف نتطرق إلى بقية الطرق لتصل إلى المعرفة والثقافة الكاملة …… يتبع

بقلم  أ / حسام سلام