مشاهدة الجزء الاول في كيف أصبح مثقفاً جزء اول

مشاهدة الجزء الثاني في كيف اصبح مثقفا جزء ثان

العلم كله خير والمعرفة ترفع قدرة الأنسان الذوقية كما تجعله قادراً على تقييم الأشياء ويصعب عملية خداعة ويساعده على التعامل مع تعقيدات الواقع فطبيعة الحياة شديدة التعقيد وشديدة التركيب وشديدة التداخل ، وفي هذا الجزء سوف نقف على الآثار السلبية لهذه المعرفة .

الأثر السلبي للمعرفة

بداية يتسائل القارئ هل للمعرفة أثر سلبي ؟ وكيف ذلك وقد ذكرنا أن المعرفة كلها خير ، فيجب هنا أن نفرق بين المعرفة المجردة بحد ذاتها والشخص الذي يسعى إلي التثقيف والمعرفة فالأثر السلبي للمعرفة هنا يقع على الشخص بمعني أن تظن أنك بهذا القدر القليل من المعرفة والتثقيف تستطيع أن تتحدث بحرية مطلقة في أي فرع من الفروع التي قرأت بها وهنا يظهر الأثر السلبي لهذه المعرفة حيث أنك تتوهم بمقدرتك على إعطاء هذه المعرفة المحدودة لديك للغير فطالما توقفت هذه المعرفة التي لديك عند مرحلة المطالعة ولم تخرج من دائرتها فلا تستطيع أن تنتج بها وأن تصدرها للغير طالما أنك لم تطورها إلى مرحلة المشاركة أو تدخلها في دائرة التخصص والتفنن .

ويتضح ذلك جلياً في حياتنا اليومية حيث أننا كثيراً ما نشاهد شخصاً تراه يجادل كثيراً على غير علم أو تراه يصدر الأحكام والفتاوي بمجرد أنه قد أطلع على كتاب أو قرأ مقالاً أو شاهد برنامجاً للموضوع الذي يجادل فيه ، فهنا يظهر لك عزيزي القارئ بوضوح الأثر السلبي الذي وقع على هذا الشخص نتيجة هذه المعرفة الغير متكاملة .

والشخص المثقف المطلع البالغ إلى حد التخصص والتفنن والمشاركة يستطيع أن يميز ويدقق أكثر من ذلك بمعني أنه يستطيع أن يرى الأثر السلبي للمعرفة عند الشخص الذي يبلغ بالمعرفة حد المشاركة ويتجادل مع شخص يصل بالمعرفة إلى حد التخصص والتفنن مثال ذلك عندما تقدم فتوى دينية من متخصص في الفقه وتجد مجادلة ومهاجمة له من شخص متخصص في علم آخر من العلوم الدينية ولكن ليس في الفقه فترى هنا لمجرد المشاهدة للشخص العادي أنهم أثنين من رجال الدين ولكن عند الشخص المثقف المتخصص يستطيع التمييز في عدم تخصص من يجادل هذا الفقيه من نفس مجال تخصصه ، وكذلك مثلاً الآراء الطبية لطبيب قلب متخصص متفنن ويجادله طبيب أمراض جلدية فالنظرة للشخص العادي تكون أن هناك أثنين من الأطباء يتجادلون في رأي طبي ولكن هذه المجادلة ليست على علم حيث يجب هنا أن تفرق عزيزي المثقف بين أهل التخصص والتفنن وأهل المشاركة والمطالعة فقط .

والأن قد بدر إلى ذهنك بعد قراءة هذه السطور المعني المقصود بالأثر السلبي للمعرفة بل قد بدر إلى ذهنك أيضاً بعض الأشخاص التي تراها وتشاهدها ربما بشكل يومي ممن يقع في أثر المعرفة السلبي فيظهر عليهم ذلك بوضوح بل إنك تستطيع أن تميز الأثر السلبي به عن طريق معالجته لموضوع ما أو طريقة طرحة لرأيه في موضوع ما فيظهر عدم إلمامه بما يتحدث به وعدم معرفته بجوانب ما يجادل فيه .

وإلى هنا عزيزي القارئ تكون على معرفة بما هو مطلوب منك لملئ مساحات الثقافة لديك وعرفت أيضاً الأثر السلبي للمعرفة والذي يقع به الكثير من المطلعين على جانب من جوانب أحد العلوم والمعارف لتتجنبه مستقبلاً وفي المقال القادم بأذن الله سوف نعرف سوياً كيفية وضع نظام وترتيب للمعرفة …… يتبع

بقلم  أ / حسام سلام