غسل الجنابة والكثير من المعلومات الخاصة بها

غسل الجنابة قد لا يعرفها الكثيرون دون شك ، فالجنابة في اللغة تعني ضد القرب والقرابة، وقد قال النووي في الجنابة، أنها تطلق في الشرع ، على من أنزل المني، وعلى من جامع سمي جنبا، لأنه يجتنب الصلاة والمسجد والقراءة، فالجنابة شرعا، هي أمر معنوي يقوم بالبدن، يمنع صحة الصلاة.

ويكون غسل الجنابة، في معناه الطهارة الواجبة، من الجنابة والحيض، بحيث ينوي الشخص الاغتسال، وأن يسمي بقوله ” بسم الله”، ثم يتوضأ وضوءا كاملا، وأن يفيض الماء على جسده، وكذلك سائر بدنه، وهناك أحكام لغسل الجنابة وشروط، نتعرف عليها في هذا المقال.

غسل الجنابة
ورد أن لغسل الجنابة صفتين، هما:
1- الغسل الواجب: وهو الغسل الذي يقوم به الشخص، عندما يقوم بالحدث الأكبر، وهو ما جمع النية، وتعميم الجسد كله بالماء .
2- الغسل الكامل: وهو الغسل الذي يجمع، بين الواجب والمستحب، حيث يغسل الشخص كفيه، قبل البدء، ثم يفرغ بيمينه عن شماله، ثم يغسل فرجه، ثم يتوضأ وضوءا كاملا للصلاة، ويفيض الماء على شعره ثلاث مرات، ثم جانبه الأيمن ثم الأيسر .

وقد قالت ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، عن ابن عباس ” ” أدنيت لرسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – غسله من الجنابة، فغسل كفّيه مرّتين أو ثلاثاً، ثمّ أدخل يده في الإناء، ثمّ أفرغ به على فرجه وغسل بشماله، ثمّ ضرب بشماله الأرض، فدلكها دلكاً شديداً، ثمّ توضأ وضوءه للصلاة، ثمّ أفرغ على رأسه ثلاث حفنات ملء كفّه، ثمّ غسل سائر جسده، ثمّ تنحّى عن مقامه ذلك، فغسل رجليه، ثمّ أتيته بالمنديل فردّه.

أسباب الجنابة
1- الجماع، حتى وإن لم يكن هناك إنزال، فيكفي غياب الحشفة في الفرج، حتى يتوجب الغسل، على الرجل والمرأة، وفقا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام “إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل”.
2- نزول المني، حيث يتوجب الغسل عند نزول المني، وفقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” إنما الماء من الماء” .
ولكن السائل الذي يخرج، من فرج المرأة، فهو نوعان:
النوع الأول: وهو الذي ينزل لترطيب الفرج، قبل عملية الإيلاج، لتسهيلها، وهذا السائل لا يحتاج إلى غسل، بل يحتاج فقط إلى وضوء .
النوع الثاني: وهو الذي يتوجب الغسل، وهو السائل الذي يخرج بعد عملية الجماع، وحدوث النشوة الجنسية، والذي يتبعه خمول وفتور بالجسم، ويكون لونه أصفر رقيق، أما مني الرجل فيكون أبيض غليظ، ويتوجب الغسل لكليهما.

أحكام الجنابة

1- لا يجوز للجنب أن يؤدي الصلاة .
2- أيضا الصيام غير جائز، وعند بعض الأئمة جائز .
3- لا يجوز للجنب الطواف حول الكعبة .
4- كذلك لا يجوز للجنب الدخول إلى المسجد، أو البقاء فيه.
5- يحرم على الجنب مس المصحف، والقيام بالأذان .
6- يمكن للجنب أن يتوضأ، عندما يريد أن يأكل أو ينام، أو يجامع زوجته مرة أخرى، وفقا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام “إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ بينهما وضوء” وفي رواية أخرى، “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان جنبًا فأراد أن يأكل أو ينام توضأ وضوؤه”.

غسل الجنابة بالماء

غسل الجنابة بالماء

كيفية غسل الجنابة

يعتقد بعض الأشخاص، أن غسل الجنابة هو اغتسال عادي، ولكن في الحقيقة فإن هناك، خطوات لغسل الجنابة، لابد من إتباعها، وهي كالتالي:
1- غسل اليدين ثلاث مرات .
2- الاستنجاء، وذلك للتخلص من أي بقايا للسائل المنوي، لذلك يجب غسل الفرج جيدا عند الاغتسال، وذلك لحديث ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها ”ثم أفرغ على شماله فغسل مذاكيره” لذلك فغسل الفرج باليد اليسرى هو الأوجب، ومكروه غسله باليد اليمنى .
3- غسل اليد بالماء والصابون، أو بالتراب إن لم يتوفر الماء والصابون، وتقول ميمونة بنت الحارث، رضي الله عنها في ذلك ” ثم ضرب يده بالأرض أو بالحائط مرتين أو ثلاثا” .
4- الوضوء كوضوء الصلاة العادي والمعروف .
5- فيض الماء على الرأس، ثلاث مرات حتى يبلغ منابت الشعر، والبدء بالشق الأيمن للرأس، ثم الأيسر، ثم إفاضة الماء على الجسد بالكامل، والبدء أيضا بالشق الأيمن ثم الأيسر، وأخيرا غسل القدمين، وذلك لقول ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها “ثم تنحى فغسل رجليه” .

 أضرار تأخير غسل الجنابة

هناك الكثير من الدراسات والأبحاث، التي أجريت حول تأخير غسل الجنابة، حيث اكتشف الأطباء عن العلاقة بين آلام الظهر، وتأخير الجنابة، حيث أن فقرات الظهر العظمية، بها سائل مغلف للغضروف، ويحتاج إلى تدفق الدم في حالة الجنابة، فمع عدم الاغتسال ـأو الوضوء يجلس الإنسان، لفترات طويلة من دون تدفق الدورة الدموية، مما يسبب له الجفاف لهذا السائل .

ومع جفاف هذا السائل، يتسبب بالضغط على الفقرات، وهو ما يسبب الضعف العام والمستمر للجسم، وأيضا آلام أسفل الظهر، ويبقى الحل هو غسل الجنابة والوضوء، لأن الماء يعمل على تجديد الدورة الدموية، وتدفق الدم مما يساعد هذا السائل على أن يقوم بمهامه، للحفاظ على الغضروف، ولذلك حثنا الرسول عليه الصلاة والسلام، أن لا ينام الشخص وهو على جنابة قط .