قصة خيالية قصيرة بعنوان الشاب الاصيل .. في بلدة ريفية عائلة صغيرة  أم وابن وبنتين وابيهم متوفي ، والابن طارق هو المسؤل عنهم والمتحمل مصاريفهم كاملة فهو يعمل بمصنع ملابس ويحب فتاة جارته ويريد التزوج بها فاعترف لوالدته بذلك ففرحت كثيرا ورحبت بالفكرة وقالت له أنها فتاة في قمة الإحترام و أتمناها لك يا بني ،اصبر قليلا فيجب علينا ان يكون معنا مبلغ من المال  للخطوبة .

فلا يصح أن نتقدم للزواج ونحن لا نملك شيئا قال لها سأذهب إلى عمي وأطلب منه أن يبيع لنا قطعة الارض الخاصة بنا وآخذ منها مايكفيني وأحفظ الباقي لأخوتي في البنك لحين اكمال تعليمهم وزواجهم وبذلك يكون حقهم محفوظ او نقيم لهم ودائع باسمهم ويزيد المبلغ فوافقت الأم بهذا الحل وقالت له حدد مع عمك ميعادا لمقابلتك له وتحدث معه فلا يجب أن نذهب للتقدم للزواج بدونه فهو كبيرنا.

طارق يذهب الى عمه   

ذهب طارق إلى عمه وتحدث معه فإذا بعمه يفاجأه بأن عمه الآخر قد باع قطعة الأرض الخاصة بهم لشخص بمقابل مادي قليل جدا ، و بعقد صوري بدون الرجوع اليهم وأنه سافر ولم يعلم متى سيعود ، وأنه لا يعرف هذا إلا من أسبوعين فقط ولا يعرف ماذا يقول لهم ومحرج أن يفتح ذلك الموضوع معهم خوفا على صدمتهم وكان يفكر في الذهاب إليهم ينقل لهم هذا الخبر

وانه حاول جاهدا بان يعود بقطعة الارض لهم من الشاري ورفض يرجعها بحجة انه دفع ثمنها وانها اصبحت ملكه الان واخيه يتهرب منه ولا يرد على اتصالاته  ليأخذ منه المال الذي قبضه منه ليرجعه للشاري ويسترجع الأرض فاصطدم طارق جدا وانهار في عمه وصرخ فيه كيف يبيع ارضنا بدون علمنا ولا نعلم شيئا كيف سنرجعها ماذا نفعل هذه الأمانة التي تركها لكم أبانا هذا هو إكرام اليتيم باع الشئ الوحيد الذي نملكه ونتركه للزمن،  فلا يقدر عمه وأولاد عمه على تهدئته وخرج باكيا وذهب الي بيتهم .

عندما رأته أمه فقلقت وسارعت عليه وسألته ما بك فحكى لها ما حدث فوقعت على الأرض مغما عليها ، فسارع بها على المستشفى هو وإخوته فقال لهم الدكتور أنها جاءت لها جلطة علي رجلها اليمنى  وستأخذ وقتا قليلا وتشفى ، انهاروا جميعا وجروا عليها وحضنوها وطمنوها أنها ستكون بخير قريبا ، وجلسوا معها منكسرين .

قصة خيالية قصيرة

طارق والمشكلة المادية

ومن هنا جاءت المشكلة مصاريف المستشفي والأشعة كثيرة ولا يملك طارق ثمنها ، فذهب ليستلف مبلغ قليلا من عمه فقال له ليس معي ذلك المبلغ الان فأنا وضعت كل ما كان معي في تاكسي اشتريته لاشتغل عليه الفترة المسائية ، فخرج محتارا مهموما من أين يجئ بهذا المبلغ ليدفع إقامة المستشفى وذهب الى منزله فاذا به يرى في طريقه الفتاة التي يحبها فسألته عن والدته فحكى لها الموقف وحيرته فقالت له انتظرني ثواني.

 فرجعت بعد دقائق ومعها سلسلة ذهب وقالت له اذهب وبيع هذه السلسلة وادفع مصاريف المستشفي بتمنها فشكرها ورفض يأخذها فأصرت عليه وقالت له ردها في أي وقت يسمح لديك، فشكرها ثانيا وذهب سريعا إلى الصايغ وباعها واخذ النقود وذهب إلى المستشفى ودفع المبلغ المطلوب وجاء بتاكسي وأخذ والدته وإخوته الى البيت .

خطوبة طارق والنهاية السعيدة

وحين تحسنت صحة والدته عزموا على التقدم لخطوبة حبيبته وشرح ظروفهم لهم،  وذهبوا إلى اهل العروس وطلبوا يديها وحين إذن سألهم والدها هل ستقدر ان تقوم بفتح بيت وانت تصرف على بيت آخر هل عملك ومرتبك يسمح لك بهذا،  فسكت طارق ولم يستطيع الرد فقالت والدته وعينيها مليئة بالدموع سأشتغل أنا وأصرف على بناتي كي لا نكون عبئا عليه بعد زواجه ، ولكي يستطيعوا العيش براحة وإستقرار، فرد طارق حينها سريها دون تفكير لا يا أمي ماذا تقولين والله لو لم أتزوج طيلة حياتي ما أتركك تهيني صحتك ونفسك وأنا على قيد الحياة أنتي مريضة وليس لكي غير الراحة والعلاج فأنتي حياتي ونور عيوني.

 

فدمعت أعينهم جميعا وقالت والدة العروس والله لم أجد لابنتي زوج مثلك يا ولدي وبهذه الشهامة والرجولة فبارك والدها له وقال قبلتك ياطارق فإني أأمن على ابنتي معك وباذن الله سيرزقك ويوسع عليك الله من حيث لا تحتسب وعمت الزغاريت والفرحة أجواء المنزل وتم الإتفاق على كل شئ .

اقرأ ايضا

قصة اعتناق محمد علي كلاي الاسلام