رعشة الجسم دائما ما تقلق الكثير من الناس ، خاصة وان الجهاز العصبي من أهم الأجهزة التي خلقها الله تعالى للإنسان و ذلك لسيطرته على الجسم بأكمله ، و أحياناً يصاب هذا الجهاز ببعض الخلل فيشعر الشخص بوجود اهتزاز في يديه أو باقي أطراف جسده بشكل تلقائي دون أن يتحكم به ، و يطلق على هذا الاهتزاز اسم ” رعشة الجسم ” ، و عادةً ما تكون هذه الرعشة نتيجة لإصابة الشخص بمرض ما ، لذلك يجب على الشخص الذي يعاني من هذا الامر أن يذهب لرؤية الطبيب حتى يستطيع تشخيص حالته ، و علاج مسببات هذه الرعشة .

 

ما هي رعشة الجسم و مدى خطورتها :
الرعشة هي عبارة عن مجموعة من التقلصات العضلية التي يشعر بها بعض الاشخاص عادةً عندما يفقدون سيطرتهم على عضلات جسدهم ، و يرجع السبب الرئيسي لهذه الرعشة إلى تحفيز أو دمار العصب المسؤول عن السيطرة على العضل المرتعش ، حيث أن الأعصاب تتولى مهمة السيطرة على الألياف الموجودة داخل العضلات .

 

ليس شرطاً أن تكون الرعشة مرتبطة بحالة مرضية خطيرة ، ففي الكثير من الأحيان تكون غير مقلقة و بسيطة ، و يتوجب الامر استشارة الطبيب إذا كانت الحالة تشتمل الاعراض الاتية :
– إذا استمرت الرعشة لفترة طويلة و لم تزول .
– إذا كان يصاحبها الاحساس بوخز أو تنميل في مكان حدوثها .
– أن يشعر الشخص و كأن حجم العضلة المصابة يتقلص .

 

مسببات رعشة الجسم :
هناك العديد من الأسباب التي يُمكن أن تؤدي لحدوث رعشة الجسم ، و تتنوع هذه المسببات ما بين أسباب شائعة الحدوث و التي تؤدي لحدوث رعشة بسيطة و أسباب نادرة و خطيرة ترتبط بالجهاز العصبي و تتسبب في حدوث تلف في الأعصاب .

 

اولاً الأسباب الشائعة :
– يُمكن أن يؤدي تناول بعض الأدوية لحدوث الرعشة في الساقين أو اليدين ، و يكون ذلك بمثابة أعراض جانبية لهذه الأدوية و في هذه الحالة يستطيع الشخص اللجوء للطبيب لكي يتم تغيير الدواء أو تقليل الجرعة .

 

– الشعور بالتوتر و كثرة الضغوطات النفسية التي تقع على الشخص يُمكن أن تتسبب في حدوث تلك الرعشة و التي تسمى في هذه الحالة بالعرّات العصبية ، و يصاب بها أحدى عضلات الجسم .

 

– إذا أصيب جفن أو سطح العين بالتهيج فإن ذلك يساهم في حدوث الرعشات و التي تكون في المنطقة الواقعة حول العين المصابة بالتهيج  أو في جفن العين .

 

– أحياناً يؤدي ممارسة النشاط الجسدي إلى اصابة الشخص بالرعشات و التي تكون في منطقة الظهر و الساقين و الذراعين ، و ذلك بسبب تراكم حمض اللاكتيك داخل عضلات الجسم التي يتم استخدامها خلال ذلك النشاط .

 

– قد يستهلك الشخص عدداً كبيراً من المنبهات مثل الكافيين ، أو يكثر من النيكوتين من خلال شرب السجائر و مختلف منتجات التبغ ، و يتسبب ذلك في حدوث الرعشة في الجسم .

 

– إذا كان الشخص مصاباً بالجفاف في عضلات جسده خاصة العضلات الكبيرة فإن ذلك يسبب حدوث رعشة ، كذلك إذا حدث ارتفاع في درجة حرارته فإن الجسم يرتعش بالكامل .

 

– يعمل هبوط السكر أو نقص بعض العناصر الغذائية في الجسم على حدوث الرعشة خاصة الكالسيوم ، فيتامين د ، فيتامين ب ، حيث يتسبب نقص هذه الفيتامينات في إحداث تقلصات عضلية في الجسم خاصة في اليدين و الجفنين .

 

ثانياً الأسباب النادرة :
– إصابة الشخص بالتصلب الجانبي الضموري و الذي يعرف بإسم مرض لو جيريج ، و هو مرض يتسبب في قتل الخلايا العصبية و يمكن أن يصيب أي عضلة في الجسم ، و لكنه في الغالب يأتي في الساقين و الذراعين اولاً .

 

– الإصابة بمرض الضمور العضلي نخاعي المنشأ الذي يؤثر على الخلايا العصبية الحركية الموجودة في النخاع الشوكي و يتلفها ، و ينتج عنه حدوث رعشة في اللسان و عدم قدرة الأعصاب على التحكم بحركة العضلات .

 

– حدوث اضطرابات في المناعة الذاتية و التي من بينها الاصابة بمتلازمة إيزاك ، حيث ينتج عنها رعشات متكررة في كل من الساقين و الذراعين لتأثير ذلك المرض على الأعصاب .

 

– تلف العضلات نتيجة الإصابة بما يسمى بالحثل العضلي و هو يتكون من عدة أمراض تضعف العضلات و تتسبب في حدوث رعشات في العنق و الوجه و الكتف و الورك .

 

علاج رعشة الجسم :
عادةً تنتهي رعشة الجسم بدون الحاجة إلى علاج خلال أيام قليلة ، و لكن إذا كانت ناتجة عن إصابة الشخص بأمراض خطيرة ، فمن الضروري علاج ذلك المرض اولاً حتى تزول تلك الرعشة ، و يجب التوجه إلى الطبيب لاجراء بعض الفحوصات التي تشتمل على الصورة المقطعية و تحليل الدم و تخطيط كهربية العضل و صورة الرنين المغناطيسي .

 

كذلك يسأل الطبيب المصاب بعض الأسئلة التي على أساسها يستطيع تشخيص حالته بصورة سليمة ، حيث يجب معرفة تاريخ بدء تلك الرعشة ، و عدد المرات التي تكرر حدوثها فيها ، و المدة التي ظلت الرعشة مستمرة بها ، و ما إذا كان هناك أعراض مرافقة لحدوث تلك الرعشة أم لا .