حساسية الجلد هي نوع من الالتهاب أو الاحمرار نراه على جلد الإنسان بالعين المجردة، وهذا الالتهاب إما أنه سطحي بسيط أو مرضي، وقد تعالج هذه الحساسية بسهولة خلال 24 ساعة، أو تحتاج إلى وقت طويل حتى يذهب أثرها، وأشهر أعراضها هو وجود حكة وهرش في الجلد أو تورم واحمرار وطفح يظهر على الأطراف خاصة كاليدين والرجلين، وقد يصاحب كل ذلك ضيق في التنفس أو ارتفاع في ضغط دم المريض.

أسباب الحساسية :
تتعدد أسباب حساسية الجلد فمنها ما هو ظاهري، ومنها ما هو مصاحب لبعض الأمراض، ومنها ما هو وراثي أو مناعي، وسنوردها تفصيلًا كما يأتي:

1- الأسباب الظاهرية الخارجية : كلسعة النحل ولدغة بعض الحشرات، أو الحرارة والبرودة (فالتعرض للشمس أو للبرودة الشديدة في الجو قد يؤدي إلى حساسية في الجلد وحكة)، أو التهاب وتورم ينتج عن استخدام بعض المطهرات المنزلية والمنظفات، أو الالتهاب الناتج عن بعض الأدوية كالبنسلين، أو الناتج عن بعض الأطعمة كالجلوتين والألبان والأسماك والمكسرات وغيرهم.

2- الأسباب المصاحبة للمرض : تنقسم هذه الأمراض إلى أمراض جلدية أو أمراض عامة؛ فالأمراض الجلدية مثل : الإكزيما والجرب والقمل وحساسية الحمل والأرتيكاريا وغيرها.

 

أما الأمراض العامة فكثيرة ومختلفة، وهي مثل : التهابات المصاحبة لمرضى فيروس سي، والحساسية المصاحبة للغدة الدرقية ولمرضى الروماتويد والروماتيزم والسكر والفشل الكُلوي، والمصاحبة كذلك لانسداد القنوات المرارية، ولوكيميا الدم، والملاريا، والحمل وما يصاحبه من تغير في الهرمونات.

3- الأسباب الوراثية والمناعية: وتتمثل الوراثية في نقص إنزيم (c1) والذي يؤدي إلى حكة وحساسية واضحة، والأسباب المناعية والتي تنتج عن الأنيميا ونقص الحديد والأورام السرطانية وغيرها.

كيفية علاج حساسية الجلد :
تختلف طرق علاج حساسية الجلد حسب معرفة سببها؛ ولهذا ننصح دائمًا باستشارة الطبيب المختص في ذلك؛ ولكن هناك بعض النصائح الضرورية والتي يجب اتباعها عند ظهور أيٍّ من الأعراض السابق ذكرها، وتتمثل هذه النصائح في الآتي :

– محاولة  معرفة سبب الحساسية والامتناع عنه من خلال متابعة ما أكله الشخص أو شربه أو لامسه؛ فإن أكل بعض الموالح أو الأطعمة، أو شرب أحد الأدوية الجديدة، أو لامس جلده بعض المنظفات أو المطهرات؛ فعليه عند ظهور الحساسية التوقف عن كل ما فعله قبلها وكان سببًا لها.

– الحرص على النظافة وارتداء الأقطان أو الملابس الناعمة حتى يقلل من احتكاكها بالجلد، والذي قد يزيد الحكة والهرش.

– من المحبذ أيضًا استخدام بعض الكريمات المرطبة أو اللوشن الذي يساعده على التغلب على الهرش وتقليل التورم.

– يجب أن يشغل المريض نفسه بفعل أي شيء حتى يتوقف عن التفكير بالجزء الملتهب؛ وهذا تفاديًا للاستمرار في الهرش والحكة.

– يجب متابعة المريض والتأكد من قدرته على التنفس، وقياس ضغطه ومحولة تهدئته بأخذ حمام ماء فاتر، أو بالاستلقاء قليلًا على فراشه.

– يجب التوجه إلى المستشفى أو الطبيب، وعندها سيكتب له الطبيب المعالج الدواء المناسب حسب حالته، وقد يتطلب هذا مضادات للهستامين أو كورتيزون أو اللجوء إلى المحلول الوريدي للسيطرة على حالة المريض.

طرق للحماية من حساسية الجلد :
تستطيع أن تقي نفسك من حساسية الجلد عن طريق حرصك على هذه الأمور :

1- الابتعاد عن الإفراط في الأطعمة المشهورة بأنها من مسببات الحساسية، كالموالح، وبعض الأجبان كالجبن الرومي، وبعض الفواكه كالمانجو والموز والفراولة.

2- احرص قبل أن تأخذ دواءً أو قبل استعمالك أحد المراهم أو الكريمات أن تقوم باختبار الحساسية قبلها.

3- السرعة في اللجوء إلى المختصين إذا انتابك أحد أعراض حساسية الجلد والبعد تمامًا عن الخزعبلات التي يقولها غير المختصين والتي قد تلحق بك الضرر البالغ.

مدة العلاج :
تختلف مدة العلاج حسب نوع الحساسية وأسبابها، ولكن عند الإسراع في معالجة الحساسية فإن مدتها تتراوح من 24 ساعة إلى 7 أيام. وهناك بعض الأنواع تستغرق شهورًا مثل حساسية الرضع تجاه بعض الأطعمة.

وتعد معرفة سبب حساسية الجلد أهم خطوات العلاج لأنها المسئولة عن تشخيص المرض بدقة؛ فمثلًا إذا كان استخدام المنظفات هو السبب في وجود التورم أو الحكة فإن البعد عنها إلى جانب تناول الكورتيزون الخفيف سيؤدي إلى معالجة هذا التورم خلال 24 ساعة أو 48 ساعة كحد أقصى.

 

أما حساسية بعض الأطعمة عند الرضع كالموز والفراولة والمانجو فيستغرق علاجها بعض الوقت كما ذكرنا، ويتمثل علاجها في البعد عن هذه الأطعمة مدة أسبوعين أو ثلاثة ثم تجربتها مرة أخرى، مع إعطاء الطفل شرابًا مضادًا للحساسية.