بحث عن حفظ النعمة التي رزقنا الله تعالى بعدد غير قابل للحصر والعد منها ،فالله جل جلاله اغدق على عباده النعم من لحظة ميلاد العبد كاملا الحواس والشكل والهيئة الجميلة الي أن يكبر بالرزق المقسوم ،والذي أنعمه الله أيضا عليه ،وأكل وشرب من نعمات الله عليه وركض على أرض مستوية من صنع الله

تعدد نعم الله على عباده

– ورد في كتابه العزيز (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوهآ إن الله لغفور رحيم (يشرح الامام الشنقيطي الاية الكريمة قائلا أن البشر لا يقدرون علي حصر نعم الله سبحانه وتعالي عليهم مهما بلغت منهم المحاولات ،لذلك وقال أن سبحانه وتعالى انهي الاية الكريم بوصفه ذاته جل وعلا بالغفور الرحيم دليلا على رحمة الله بعبادة على التقصير في شكر كافة نعمه عليه

 

تعدد نعم الله على عباده

– كما جاء في نفس المعني قوله تعالى  (وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار) في الاية الكريمة اقرار أيضا بنعم الله التي لا تعد ولا تحصي واتمها رب العزة بوصف الانسان أنه ظلوم كفار أي من البشر من لايقدر نعم الله عليها ولا يعرف لها مقدار ولا قيمة

– (وما بكم من نعمة فمن الله) علي نفس السياق والمعني ورد في الاية السابقة  في اجمال النعم على البشر كلها من الله الواحد القادر على كل شئ  ،ويقرها القرآن الى البشرية جمعاء الى يوم القيامة

– من النعم الكثيرة على العباد كواحد منها لا العد ولا الحصر نعمة الطعام والتي جاءت فيها العديد من الايات نعمة الطعام على اختلافه قال تعالى  (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً (26) فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً (27) وَعِنَباً وَقَضْباً (28) وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً (29) وَحَدَائِقَ غُلْباً (30) وَفَاكِهَةً وَأَبّاً (31) مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32) ، في الايات الكريمة ذكر لقلة قليلة من امثلة طعام الانسان ، والذي خلقه رب العزة له من العنب باختلاف أنواعه والزيتون والنخل الذي ينتج البلح بألوانه المتعددة ، والتمور ، والفاكهة بكافة الوانها واشكالها واحجامها ، وتذكر الآية مراحل نموها من البذور الى زراعة الارض والري بالماء الطاهر الذي خلقه رب العزة

 

اقرأ أيضا بحث عن العقيدة الاسلامية جاهز للطباعة

 

– كما جاء نفس السياق في قوله جل وعلا  (وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ( تشرح الآية الكريمة تعدد نعمة الطعام حتى يصل في شكل الثمار الى الانسان كل هذا بقدرة الله تعالى وعظمته

– ولا يغفل العبد نعمة الصحة وهي من أعظم النعم على العبد والمحافظة عليها وكذلك نعمة المال ونعمة البنين وخلاف ذلك من نعم الدنيا

– وهناك نعم الآخرة ونعمة الاسلام التي اذا قام العبد بتنفيذ اوامر الله فيه من اداء الصلوات ،وحافظ على الدعاء والتسبيح نال كل نعم الاخرة عند ربه الكريم

حفظ النعمة في القرأن والسنة

– تعالى في كتابه العزيز ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَ قاللَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) في الآية الكريمة أمر من الله تعالى واضح وصريح بالنهي عن الاسراف في نعم الله تعالى ، وعدم معرفة قدرها ، وأن الله تعالى لا يحب من يسرف في استخدام نعمه كما نرى الان من القاء لبواقي الاطعمة بالقمامة ، وعلى الجانب الأخر تسمع عن المجاعات في بعض البلدان ، وقياسا على هذا في جميع النعم يجب على الانسان عدم الاسراف في استخدامها حتي في الملبس أو المشرب

حفظ النعمة في القرأن والسنة

– قال رسول الله صل الله وعليه وسلم (لا تسرفوا في الماء ولو كنتم على نهر جاري)صدق رسولنا الكريم أوضح النبي في العديد من المواقف في السنة الشريفة ومنها هذا الحديث بعدم الاسراف في الماء حتى لوكان لديك نهر جاري بل يجب الحفاظ عليها

ما فوائد حفظ النعم ؟

قيام العباد بحفظ النعمة وعدم هدرها والاسراف في استخدامها يعمل على رفعة المجتمع وتقدمه بل ويمكن اعادة توزيع العباد للفائض منهم على المحتاجين في مكان آخر من البلاد ممايعمل على انتشار الود وتآلف القلوب في المجتمع ونبذه لامراض النفوس من الحقد والغل والحسد وتنفيذا لقور رسولنا الكريم (حب لاخيك ما تحب لنفسك )وهذا هو المجتمع المسلم الذي يحبه الله ورسوله كذلك الحفاظ على النعم يضمن استمراريتها وعدم زوالها عن العباد بانتشار المجاعات أو جفاف المياه مثلا أو اعتلال الصحة وانتشار الامراض كذلك من فوائد حفظ النعم أن الله سبحانه وتعالى يوجد البركة في القليل منها ويرفع أى ابتلاء عن العباد بحفاظهم على نعمه ووجب تذكير العبد مراعاة الله في كل فعل وقول حتي لا يغضب الله عليه وتزول نعمة الله منه بغضب ربه منه وان يتقي يوما يرجع فيه الله في كل قول وفعل

 

ما فوائد حفظ النعم ؟

 

اقرأ أيضا بحث عن الجملة الاسمية ونواسخها بالامثلة والشرح و التطبيق

 

حفظ النعم بشكر الله عليها

قال الله تعالى في آيات كثيرة في القرآن الكريم تحث العباد على شكر الله على نعمه والتسبيح له والدعاء بوام نعم الله على العباد ومن هذه الايات قوله تعالى (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) يضرب الله المثل بال داوود في شكره على نعمه والذي كان سببا في اغداق الله للنعم عليهم وقوله تعالى (لئن شكرتم لأزيدنكم( في الاية الكريمة اقرار من الله تعالى أن اذا حافظ العبد على نعم الله عليه زادها الله له واغدق عطائه لعبده الشكور كما أن الله جعل الفوز بالجنة لعبادة الشاكرين المحافظين على نعمه والمسبحين لله عليها في قوله تعالى (وسنجزي الشاكرين( هو اقرار من رب العزة بجزاء العبد الشاكر في الآخرة بالفوز بالجنة والنجاة من النار بل وامر الله تعالى عبادة بالتحدث والاقرار بنعمه المتعددة  وهو شكل من اشكال الشكر لله كما ورد في  (وأما بنعمة ربك فحدث)

 

حفظ النعم بشكر الله عليها

كما ورد الشكر على النعم في سنة الحبيب المصطفي عن أبي هريرة رضي الله عنه : دعا رجل من الأنصار من أهل قباء النبي صلى الله عليه وسلم , قال : فانطلقنا معه , فلما طعم النبي صلى الله عليه وسلم وغسل يديه قال : الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم , ومن علينا فهدانا , وأطعمنا وسقانا وكل بلاء حسن أبلانا , الحمد لله غير مودع ولا مكافأ ولا مكفور ولا مستغنى عنه , الحمد لله الذي أطعمنا من الطعام , وسقانا من الشراب , وكسانا من العري , وهدانا من الضلال , وبصرنا من العمى , وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا ، الحمد لله رب العالمين وفيه تأكيد من رسولنا الكريم أن حمد الله على النعم واجب على كل مسلم وورد في سنته الكريمة أنه اذا رفعت المائدة قال : الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، غير مكفي ، ولا مودع ، ولا مستغنى عنه ربنا  صدق رسول الامة وشفعيها النبي الامي محمد صل الله وعليه وسلم