الفرق بين النفس والروح امر واضح ولمعرفة الفرق بينهما دلائل ، ولطالما كانت النفس البشرية غامضة تستعصي على العلماء دراستها والتعرف على خباياها، وذلك يعود لقلة المعلومات عنها وغيبيتها واختلاف الأنفس من شخص لآخر ومن إنسان للثاني، لكن تدريجيا استطاع الفلاسفة القدماء التعرف على بعض خبايا النفس وأيضًا كان للإسلام دور في ذلك حينما تحدث في أكثر من موضع عن النفس البشرية بأكثر من اسم وأكثر من خصيصة تميز كل منها.

الفرق بين النفس والروح

يقول العلماء ان هناك ما يسمى بالفعل الفرق بين النفس والروح ، وأن النفس هي كل تلك الرغبات والمحركات والدوافع الداخلية للنسان جميعها وصفاته وخصائصه الفكرية، أما الروح وهي امر إلهي لم ولا يفهمه بشر من قبل، لكن العلماء استطاعوا أن يصنفوا الروح إلى خمسة أصناف من وجهة نظرهم وهي: روح البدن، روح القوة، روح الشهوة، روح الإيمان، روح القدس، وهذه الأرواح عندما تتحد أو تتنافر يترتب عليها شخصية الإنسان ومدى نضجها الفكري والخلقي.

وقد قال العلماء أن الروح الغالبة على البشر هي اندماج روح البدن مع روح القوة مع روح الشّهوة؛ ولذلك فإن روح البشر العاديين تتطلب دوما النصح والتوجيه والرقابة، بينما إذا أُضيفت إليها روح الإيمان فإنها تميزها عن نفس الحيوانات والبهائم، وكذلك إذا أضيفت إليها روح القدس فإنها تميز الإنسان وتكون أخلاقه وتصرفاته كأخلاق الأنبياء والصالحين.

تعريف النفس

النفس البشرية هي تلك الكينونة الخاصة بكل إنسان وهي غير مرئية ولكنها تتفاعل دوما مع الجسم المادي المحسوس هذا ويؤثر كل منهما في الآخر بطريقة او بأخرى، وتساهم النفس البشرية في تحريك دوافع الشخص نحو شيء ما وتؤثر في نشاطاته بأنواعها المختلفة، سواءً كانت إدراكيةً، أم حركيةً، أم انفعاليةً، أم أخلاقية.

أنواع النفس

1- النفس المطمئنة
وهي تلك النفس التي تتسم بالصلاح والخير وتأمر به وتنهى عن الشر وتبتعد عن أهله ومنكراتهم، والنفس المطمئة كذلك هي التي قتربت لرحاب ربها وسكنت إليه والتزمت بصفاته الفضيلة.
وكلمة الطمأنينة هنا تعني أن الله عز وجل يطمأن تلك النفس وينزل عليها السكينة، فتراه منشرح الصدر مبتهج دوما لا يخشى في الحق لومة لائم، وغالبا ما يكون ذكر الله والاستغفار سبيلا لطمأنة النفس.

2- النفس الأمارة بالسوء
هي تلك النفس التي اشتهرت بكثرة الذنوب والمعاصي والآثام، وهي التي ظلم صاحبها نفسه وأخذ يجرها إلى النار وإلى غضب الرب في الدنيا والآخرة، وقد توعدها الله تعالى في كتابه العزيز بنار جهنم خالدة فيها.
ودوما ما ينصح الدعاة والأئمة صاحب تلك النفس بالعدول عن عثراته مع ربه وأنه يجب عليه مخالفة هواه وشهواته، والرجوع إلى طاعة الله ونيل رضاه.

3- النفس اللوامة
هذه النفس اشتهرت بذاك الاسم لأنها التي اعتادت لوم صاحبها على كل فعل أو قول يغضب الله تعالى منه؛ فهي تخشي غضب الرب وتتقيه دوما، وهي من الأنفس التي أثنى عليها الله في قرآنه الكريم وأقسم بها في كتابه، وتعرف هذه النفس أيضا بأنها متقلبة ومترددة؛ حيث أنها تشتهي الذنب وتفعله، ثم تلوم صاحبها عليه وترشده للصواب مرة أخرى، ويقول العلماء أن النفس اللوامة تجمع صفات النفسين المطمئنة والامارة بالسوء.

 

سبل إصلاح النفس

عرفنا أن هناك من النفوس ما هو سيء كالأمارة بالسوء وكذا الجزء السلبي من النفس اللوامة، ولكن من كانت أنفسهم سيئة عليهم باتباع بعض الخطوات لينهضوا بأنفسهم ويصلحوا فسادها، ومن سبل ووسائل إصلاح النفس ما يلي :

1- يجب الاهتمام بأداء الفرائض المطلوبة.
2- يجب الاهتمام بأداء السنن المعروفة عن النبي عليه الصلاة والسلام حتى تتطهر نفسه وتستقيم.
3-  ينصح بالإكثار من الذكر والاستزادة من الاستغفار.
4- يجب الحرص على مداومة حضور مجالس الطاعة والذكر والعبادات.
5- يجب على كل إنسان محاسبة نفسه باستمرار.