الشخصية التجنبية :  حين يتحول الأمر من مجرد خجل، لهروب دائم من الواقع، حين تشتاق لغرفتك وتتمني لو تبقي بها للأبد، حين تكره المجتمع وتكره أن تتعرف علي أشخاص جدد، حين تشعر أنك غير كفؤ لأن تعيش في هذه الدنيا، تتجنب الحديث لتجنب الانتقادات، تخشاها أكثر من أي شئ أخر، حينها يجب أن تنتبه، فالأمر خرج من مجرد خجل أو خوف من التجمعات، إلى اضطراب يدعي بالشخصية التجنبية أو الإنزوائية.

اعراض الشخصية التجنبية

يعتبر اضطراب الشخصية التجنبية، من أقل الأمراض ظهورا في المجتمع، غير أنه شائع في نساء المجتمعات الشرقية أكثر من الرجال، ويرجع علماء النفس هذا إلي كون المجتمع الشرقي، يكبت الفتاة منذ الصغير أكثر من غيره، لكن من وجهة نظر علم النفس أن المرض من المفترض أنه يأتي بالتساوي بين النوعين.

تم وصف مريض اضطراب الشخصية التجنبية، في علم النفس أنه شخص يتعامل بالخوف والتوتر، ولديه الكثير من الصراعات الداخلية، ويشعر بالخجل كثيرا، خطتهم في حياتهم هي التجنب والانسحاب، فخوفهم الشديد من الفشل، يجعلهم لا يهتمون بشئ من الحياة، لا يهتمون بمصالح غيرهم، فهم ينقصهم الإيجابية اللازمة للمشاركة في الحياة، سخرية الناس والتهكم تؤذيهم ويتجنبون التواجد لتجنب الأذي، يريدون التقرب من الناس وإقامة علاقات، ولكن في ذات الوقت يخافون من الرفض.

للشخصية التجنبية مواصفات واضحة، وتلتبس أحيانا مع أعراض مرض الرهاب الإجتماعي، واضطراب الهلع، والخوف من الأماكن العامة أو المفتوحة، ولكن أهم ما يميز اضطراب الشخصية التجنبية، بشكل واضح، هو نمط الشائع من الكبت الاجتماعي ومشاعر النقص، وعدم الكفاءة ,والحساسية المفرطة تجاه التقييم السلبي.

وتبدأ هذه الأعراض في الظهور من فترة المراهقة، والبلوغ المبكر، ويمكن ملاحظتها في العديد من المواقف، مثل : تجنب التعرف علي أشخاص جدد، أو تكوين علاقات جديدة، الإحجام عن المشاركة في الأنشطة المدرسية علي سبيل المثال، أو الأنشطة عمواما، لأنها ستضطره للتعامل مع الأخرين أكثر، الخوف من العمل، فكما ذكرنا من قبل مريض الشخصية التجنبية، يتعامل بالخوف والتوتر، ويثق دائما في أن من حوله لن يقبلوه، وسيسخرون منه ويحطون من قدره، ولهذا يتجنب قدر الأماكن التعامل مع الواقع الخارجي للمجتمع.

كيفية علاج الشخصية التجنبية

يمكن معالجة اضطراب الشخصية التجنبية أو الأنزوائية، ببناء الشخصية من جديد، ولحدوث هذا يجب العمل علي الداخل والخارج في نفس الوقت، ففي الداخل علي مريض الشخصية التجنبية، النظر لأنجازاته الشخصية، ونقاط القوة التي لديه، والحكم علي نفسه بعيدا عن المثالية، أما من الخارج، مع المجتمع المحيط به، المبادرة بالتعامل ومد جسور التواصل مع الأخرين، بالتدريج وتحفيز النفس بالرسائل الداخلية، أنها تستطيع ذلك وتقدر عليه، ويمكن تناول أطعمة مخففة للقلق، كالأطعمة المحتوية علي فيتامين أوميجا 3. البقاء في الغرفة مريح، وتجنب التعامل مع الأخرين ربما يكون أمتع شئ يحدث في حياتك، ولكن هناك عالم أخر يستحق أن تعيشه وتجرب أن تدخله. 

كتبت:- هبه الله توغان