السل الرئوي ومدى خطورته

داء السل الرئوي وهو من الأمراض الجرثومية الخطيرة، حيث يعد من أخطر الأمراض القاتلة ، وهو أيضا من الأمراض المعدية حيث تسببه جرثومة تدعى المتفطرة السلية، والتي تهاجم الرئتين عادة وفي بعض الحالات من الممكن أن تصيب كافة أنحاء الجسم ، فينتقل هذا الداء الخطير عبر الهواء حيث أن العطس أو السعال من أبسط الأسباب التي من الممكن أن تؤدي إلى نقل هذه العدوى الجرثومية .

فمناعة المريض من تتحكم في الأمراض التي تقتحم جسمه، فمرض السل يصيب ذوي المناعة الضعيفة لأن أجسامهم لا تستطيع مقاومة المرض بأي حال من الأحوال إلا بعد مدة من العلاج والأدوية على أيدى الأطباء

فمن خلال إستعراضنا اليوم لمرض السل الرئوي من الممكن تفاديه أو على الأقل الإكتشاف المبكر من خلال معرفة أعراضه حتى لا يقع عدد كبير من البشر فريسة لمخالب هذا المرض الخطير.

أولا ما هو السل الرئوي؟

هو عدوى جرثومية تصيب الرئتين، وقد تسببت في موت أكبر عدد من الوفيات ليس فقط في الوطن العربي ولكن في العالم بأسره، و المتسبب في هذا المرض عدوى جرثومية تسمى المتفطرة الجرثومية .

إنتشار مرض السل الرئوي:

من المؤسف أن ثلث سكان العالم قد أصيبوا بهذا المرض الخطير، ومن المؤسف أيضا أنه من خلال الأبحاث تبين أن الإصابات الجديدة لهذا المرض سجلت بحوالي  156000 إصابة في السنة أي بمعدل إصابة واحدة في الثانية الواحدة ، وضمن الإحصائيات أيضا لعام 2007 أن الحالات المزمنة النشطة في العالم لهذا المرض 13.7 مليون إصابة ، وعدد الإصابات الجديدة 8.8 مليون إصابة ن وأعداد حالات الوفاة  1.5 مليون ضحية ، ومنذ عام 2006 إلى الآن وحالات الإصابة بهذا المرض بدأت بالتلاشي والإنخفاض.

أسباب الإصابة بمرض السل الرئوي.

ينتقل العدوى الجرثومية من شخص مصاب “إلى شخص سليم عند طريق الهواء ، فالعطس والسعال من أهم أحد المسببات لنقل هذا المرض وغيره من الأمراض الأخرى .

فحينما ينتقل الجرثوم إلى جسم سليم فإن الجهاز المناعي يقوم بمحاربة هذا الجرثوم فأما أن يصبح المرض كامنا أو مطوقا ن ولكن حينما تنتشر الجراثيم بصورة أكبر داخل الجسم فالعدوى حينئذ تكون فعالة

للأسف الشديد مرض السل لن يظهر إلا بعد شهر أو شهرين من العدوى لذلك فإن التهوية من أهم الإجراءات التي من الممكن أن تحافظ على الإنسان من العدوى .

أعراض مرض السل

حينما تنتقل عصيات السل الفعال من الحويصلات الهوائية عبر الدم أو الجهاز اللمفاوي ومن الممكن أن تصل إلى أماكن أخرى بالجسم يتعرض المصاب إلى عدة أعراض تنقسم هذه الأعراض بين أعراض أولى وأعراض خطيرة

فالأعراض الأولية

نقص الوزن

حمى

تعرق ليلي

فقد شهية

فهذه الأعراض مهما كانت فإنها من الأعراض الخفيفة والتي من الممكن أن لا تظهر لدى مصابي السل الرئوي

والأعراض الخفيفة الخطيرة

تتمثل في تلف نسيج الرئة وتكون الأورام الحبيبية لتتشكل كهوفا داخل الرئتين ويمكن للكهوف أن تتفتح على المسالك الهوائية في الرئتين مما يسمح لأعداد كبيرة من العصيات بالانتشار

فحينئذ يتعرض الإنسان المصاب لما سبق يزيد لديه حدة السعال وضيق النفس مع زيادة تليف نسيج الرئتين

وللأسف من الممكن أن يزداد الأمر حدة لتقوم الأورام الحبيبية لإلتهام الأوعية الدموية مما يسبب نزيفا في الرئتين يخرج عن طريق البلغم.

العدوى الفعالة والعدوى الكامنة

  • العدوى الكامنة :حينما يتنفس المرء الهواء الملوث تدخل العهصيات إلى الرئتين عبر القصبة الهوائية التي تتواجد بنهايتها الحويصلات الهوائية ، فعندما تصاب القصبة الهوائية بالمرض فيقوم الجهاز المناعي بمحاربة المرض عن طريق خلايا الدم البيضاء التي تحارب أي جسم غريب يدخل إليها ، فالخلايا الخاصة في الجهاز المناعي تقوم تفصل البالعات المصابة بالسل وتحاول أن تقاومها وبالفعل تنجح بشكل كبير في مقاومتها.
  • العدوى الفعالة: هذه العدوى تنجم من وراء إصابة الشخص بضعف في جهازه المناعي، حيث إنه لن يستطيع مقاومة هذه الجراثيم ولا غيرها من الميكروبات والفيروسات لأن جسده غير مؤهل لذلك

تشخيص مرض السل .

  • تشخيص السل الكامن :

يكون من خلال اختبار للجلد يسمى هذا الاختبار مانتو ، ويمكن لهذا الإختبار تشخيص المرض من بعد 6-8 أسابيع من وقت الإصابة ، فتحقن مادة بي بي دي PPD تحت الجلد وتفحص بعد 48-7 ساعة فإن وجدت نقطة حمراء فهذا يعني أن الشخص مصاب بالسل ،أما إن لن تتكون فهذا يعني أن الشخص سليم ومعافى.

وهناك إختبار أيضا في الدم اسمه وانتي فيرون-تي بي QuantiFERON® -TB  يظهر عن ما كان الشخص مصاب أم لا بالسل .

2- تشخيص السل الفعال :

تكفي أعراض السل الفعال أن تكون دليلا على إصابته بعدوى السل، ومن خلال إجراء صورة أشعة للصدر يمكن التشخيص بسهولة لتواجد الكهوف التي سبق الحديث عنها من قبل على رئتي المريض .

علاج السل

للأسف الشديد يصبح السل قاتلا إذا ما عولج بشكل صحيح، حيث أن هذا المرض يقتل حوالي 60% من المرضى، ويتمثل العلاج في أكمثر من دواء في الشهر الواحد، وسوف نعرض مسميات لهذه الأدوية وهي:

 – إيزونيازيد

– ريفاميين

– يتامبوتول

– بيرازيناميد

فلا يمكن تناول هذه الأدوية بدون استشارة الطبيب المعالج، لأن جرعات تناولها يختلف من شخص لآخر على حسب الحالة التي عليها من المرض، كما أن التفاعالات الدوائية أمر خطير للغاية لا يمكن أن يكون سهلا .

الوقاية من المرض:

فدائما نقول الوقاية خير من العلاج، وخاصة في الأمراض المعدية، فلا يسمح أبدا بأن يلقي الشخص نفسه في التهلكة إنما ينبغي عليه الحفاظ على صحته ضد أي عدوى وخاصة من عدوى مرض السل

فمن قد يتعرض إلى مرض السل سواء كان الكامن أول الفعال أو من مسافر إلى بلد ينتشر فيها هذا المرض أو من خالط شخصا مصابا فعليه تناول عقار الإيزونيازيد .

لقاح السل بي سي جي

هذا اللقاح يقي بإذن الله تعالى من مرض السل ، حيث أنه يقي الجسم من عصيات السل ولكنه لا يقي من العدوى الأولية ، ويمكن للأطفال المعرضون للإصابة بالعدوى تناوله دون أي ضرر .