علاقة فيروس الهربس بمرض الزهايمر

يصاب ملايين الأشخاص حول العالم بمرض الزهايمر، ولكن تبقى أسباب المرض غامضة، ولكن فكرة أن مرض الزهايمر قد يكون مرتبط بالفيروسات ليست جديدة على وجه الخصوص، ولكن هذه النظرية ظلت مثيرة للجدل إلى حد ما، إلا أن الباحثين وجدوا دليلاً في دراسة جديدة يدعم النظرية التي تعود إلى عقود من الزمان، مما يفتح الباب أمام الأبحاث المستقبلية، والتي تشير بوجود علاقة فيروس الهربس بفقد الذاكرة التدريجي، وقدرة التفكير والهوية التي تأتي مع مرض الزهايمر.

كيفية الحصول على دليل يربط فيروس الهربس بالزهايمر

وجد الباحثون الدليل الذي يدعم النظرية من خلال فحص أدمغة ما بعد الوفاة لـ 622 شخص مصاب بمرض الزهايمر، و 322 من أدمغة الأشخاص غيرهم، ووجدوا سلالتين من فيروس الهربس التي كانت وفيرة في أدمغة مرضى الزهايمر
مقارنة مع أدمغة غير المصابين به، ووجدوا العلاقة بين الفيروس والمرض قوية إلى حد كبير حتى إذا ما قورنت بعينات من أشخاص يعانون من أنواع أخرى من الأمراض العصبية، وظهر اكتشافهم المفاجئ عندما قام بفرز الباحثين من خلال بنك ضخم للبيانات الجينية بحثًا عن أفكار جديدة لعلاج مرض الزهايمر بالأدوية المصممة لأمراض أخرى، وقد جمعت هذه المعلومات بين علماء مركز أبحاث الأمراض العصبية في جامعة ولاية أريزونا وخبراء الزهايمر في كلية إيكان للطب في نيويورك.

نتيجة وجود علاقة بين فيروس الهربس والزهايمر

وهذه النتائج بعيدة  عن تحديد الدور الذي يمكن أن تلعبه الفيروسات في بدء أو دفع عملية طويلة الأمد من الفقدان الإدراكي، وتغييرات الدماغ في مرض الزهايمر أو حتى لو لعبت دورًا مسببًا، و لكنها تعطي الباحثين موطئ قدم جديد في مجال البحث الذي فشل في العثور على أي شيء لمنع أو إبطاء أو عكس مسيرة الزهايمر التي لا ترحم.

آراء الباحثين في العلوم العصبية

قد لا يلعب فيروس الهربس دورًا مباشرًا في داء الزهايمر على الإطلاق، وهناك العديد من التفسيرات المحتملة لماذا كانت مستويات فيروس الهربس عالية جدا في العقول المتضررة من مرض الزهايمر، ومن بينها: أن مرض الزهايمر قد يكون رد فعل التهابي أو جهاز مناعي، وقد تكون مستويات عالية من فيروس الهربس قد أثارت مثل هذا التفاعل أو قد يكون الوجود الغزير للفيروس نتيجة غير ذات صلة لدماغ يصارع للدفاع عن نفسه من تهديد مختلف تماما، لكن قال الدكتور سام غاندي، وهو باحث في مرض الزهايمر في كلية أيكان للطب، وأحد مؤلفي الورقة أنه بأن العلاج المضاد للفيروسات قد يكون فعالاً في كلتا الحالتين.

وأضافت هيذر سنايدر مديرة العمليات الطبية والعلمية في جمعية الزهايمر “إن الفكرة القائلة بأن الفيروسات أو أي شيء آخر يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في الدماغ أو تسببه ليس جديدًا، ونحن نعلم أن الناس بشكل عام، والذين تجاوزوا الخمسين بشكل خاص، لديهم هذه الفيروسات في أدمغتهم، و قد يكون الجهاز المناعي أكثر، وأنه قد ينحرف، لكننا لا نعرف ذلك.

بقلم هدير مجدي