اعراض التهاب اللوزتين عند الاطفال وايضا عند الكبار قد يعتبره البعض من الأمراض البسيطة الشائعة، والتي لا تمثل خطرا حقيقيا على صحتهم خاصة بعد تطور وسائل وطرق العلاج المتنوعة في مجال الطب الحديث، ولكن الحقيقة أنه ليس بالمرض السهل، وإنما قد يشكل تهديدا صريحا لحياة البعض منهم إذا لم يتم التعامل معه بالشكل الصحيح.

اعراض التهاب اللوزتين  واسبابه :

لكي نعلم كيفية حدوث الالتهاب يجب أولا أن نعلم ماهي اللوز وما هي وظيفتها :

اللوز: هي أحد عناصر الجهاز المناعي الدفاعي في الجسم، و تقتصر وظيفتها على حماية الجسم من الالتهابات التي قد يتعرض لها الطفل عن طريق الفم، حيث تقوم بإنتاج خلايا الدم البيضاء التي تعزز مكافحة الجسم عند حدوث العدوى.

·         اسباب التهاب اللوز  :

عبارة عن التهاب في الغدد الليمفاوية الخلفية والأنسجة الواقعة على جانبي الجزء الخلفي من الحلق، يصاحبه في بعض الأحيان التهاب حلقي، والذي يحدث لعدة أسباب أهمها :

1.     انتقال عدوى بكتيرية أو فيروسية من طفل مريض لآخر سليم

2.    عدم التعرض الكافي للشمس.

3.    التهاب الجيوب الأنفية.

4.    التواجد في أماكن غير جيدة التهوية أو في أجواء المدخنين.

5.    الحساسية.

·     اعراض التهاب اللوزتين عند الاطفال :

هناك عدة أعراض مصاحبة للالتهاب والتي يلزم معرفتها جيدا حيث أنها تتشابه كثيرا مع أعراض الأنفلونزا والتي يلزم استشارة الطبيب فور ملاحظة حدوثها :

1-   أوجاع الأذن.

2-   ألم شديد في الحلق وصعوبة البلع.

3-   الصداع.

4-   بحة في الصوت.

5-   تورم الغدد في منطقة الرقبة.

6-   رائحة كريهة بالفم.

7-   عدم وجود رغبة في تناول الطعام.

8-    الإعياء الشديد والقيء.

9-   ارتفاع في درجة الحرارة.

·        الارتفاع في درجة حرارة الطفل:

ارتفاع درجة الحرارة معناه أنه هناك خللا قد أصاب الجهاز المناعي،وأن الجسم يحاول مقاومته لذا وجب التعامل معه بأقصى سرعة لما قد تحدثه الحرارة من مضاعفات خطيرة قد تؤثر على المخ بشكل خاص وباقي أجهزة الجسم الحيوية بصفة عامة وهذا بمجرد ظهور اعراض التهاب اللوزتين ، وبالرغم من وجود عدة أعراض التهاب اللوز عند الاطفال إلا أن ارتفاع درجة الحرارة هو أشدها خطورة لذا وجب علينا أن نعلم كيف نتعامل معه فور حدوثه بلا استهانة وبلا تأخير.

·        وسائل تقليل الحرارة للطفل المصاب:

1.    إذا كانت الحرارة أقل من 38 درجة يجب إعطاء دواء خافض للحرارة خاص بالأطفال (شراب/ تحاميل) يحتوي على مادة الباراسيتامول مع مراعاة الجرعة المناسبة لسن ووزن الطفل كل 4 أو 6 ساعات لمدة 48 ساعة، قبل التوجه للطبيب.

2.    عمل كمادات المياه الفاترة وليس الباردة وهذه من أكبر الأخطاء التي تقع فيها الأمهات، ويفضل أيضا إضافة الخل للماء لتأثيره الفعال في خفض درجة الحرارة.

3.    يتم عمل الكمادات على المواضع التالية: (الرقبة – خلف الأذنين – الفخذين – الجبهة).

4.    في حالة تعذر الذهاب للطبيب وتزايد درجة الحرارة يتم إعطاء الطفل دش فاتر لمدة خمس دقائق ثم تخفيف ملابسه قدر الإمكان ويفضل ارتداء ملابس قطنية مع تواجده في غرفة جيدة التهوية أو تشغيل مكيف الهواء.

5.    في حالة ارتفاع درجة الحرارة عن 38 درجة أو تخطيها 48 ساعة فيتم التوجه مباشرة لأقرب مشفى لتشخيص الالتهاب وإعطاء الوصفة الطبية المناسبة للحالة.

اقرأ ايضا

علاج الكحة عند الاطفال ووصفات طبيعية سريعة للتعامل معها

·        التعامل مع الإصابة:

الطفل مخلوق أناني بطبعه يفضل دائما الاستحواذ على اهتمام أبيه وأمه، خاصة في حالات التهاب اللوز حيث نجد الطفل دائم البكاء وكثير الطلب، وبالأخص في الفئة العمرية من (1- 3 ) سنوات لعدم قدرته المباشرة على التعبير عن الألم وشرح ما يعانيه من صعوبة في ابتلاع الطعام أو ألم في الحلق، لذا يجب على الأبوين أخذ الطفل باللين والرفق وعدم الشدة نهائيا واتباع التعليمات التالية:

1-   متابعة درجة حرارة الطفل كل 4 ساعات، وإعطاء الخافض المناسب كما ذكرنا في السابق.

2-   يجب حصول الطفل على قدر كاف من السوائل الدافئة كالينسون، والشمر، ومنقوع البابونج لآثارها الجيدة في تهدئة الالتهاب وتخفيف الآم الحلق.

3-   يتم تناول الأطعمة اللينة سهلة البلع ذات القيمة الغذائية العالية كالشوربة، والمهلبية، والعصائر الطازجة المصنوعة بالمنزل والخالية من المواد الحافظة.

4-   الابتعاد عن الأطعمة الجاهزة والوجبات السريعة (Junk Food) والمقلية نهائيا لما تحتويه من مواد حافظة تدمر الجهاز المناعي، والبعد عن الصلصة الحارة أيضا حيث أنها قد تحدث تهيجا في الحلق وزيادة في الالتهاب.

5-   يجب أن يحصل الطفل على الراحة التامة بالمنزل، ولا يتم الخروج منه إلا بعد مراجعة الطبيب أو التماثل للشفاء حتى لا يحدث له مضاعفات شديدة.

6-   يجب أن تهتم الأم بتعقيم كافة الأدوات والألعاب التي يستخدمها الطفل حتى لا تنتقل العدوى منه إلى باقي أفراد الأسرة.

7-   الغرغرة بالماء الدافئ والملح من الوسائل الفعالة في تهدئة الالتهاب وتسكين الألم.

تقرير فيديو عن اعراض التهاب اللوزتين عند الاطفال وكيفية العلاج

·        علاج التهاب اللوز عند الاطفال :

في بعض الحالات قد يزول الالتهاب وحده بلا أدوية خلال الثلاثة أيام الأولى بنسبة 40%، أما إذا أستمر الالتهاب فيتم التوجه للطبيب لأخذ مسحة من الحلق لتحديد نوع العدوى (بكتيرية- فيروسية)

–         إذا كان الالتهاب فيروسي يتم إعطاء الطفل المضاد المناسب لمدة أقصاها خمسة أيام ومتابعته بعدها، وغالبا ما يزول خلال 3 أو 4 أيام على الأكثر من خلال الأنفلونزا أو الزكام.

–         إذا كان الالتهاب بكتيري (التهاب الحلق العقدي) فيتم عمل التحليل اللازم لمعرفة نوع البكتيريا وإعطاء المضاد الخاص بها.

·        المضاعفات الواردة للالتهاب :

بعد ظهور اعراض التهاب اللوزتين فيعد التهاب اللوز عند الاطفال حينها صوف يصبج مصدر مؤكد من مصادر الالتهابات الأخرى للجسم مثل : التهاب القنوات الهوائية، والمسالك البولية، التضخم الدائم في الغدد الليمفاوية، والذي قد ينتج عنه مضاعفات سيئة أهمها:

o       الإصابة بالحمى الروماتيزمية وهي من أكثر المضاعفات شيوعا.

o       التهاب الروماتيزم القلبي.

o       الالتهاب الكلوي الحاد.

·        متى يجب استئصال اللوز:

1-   في حالة تكرر الالتهاب لعدة مرات مما قد ينتج عنه مضاعفات سيئة للطفل المصاب كتكوين الخراج حول اللوزة أو ورم بالحلق.

2-   في حالة حدوث تضخم اللوزتين مما قد يؤثر على التنفس ويحدث انسداد في المجرى التنفسي أو نقص في الأوكسجين قد ينتج عنه اختناق أثناء النوم.

·        عملية استئصال اللوز :

بعد اثبات توافر اعراض التهاب اللوزتين ،واتجاه الطبيب بضرورة استئصالها فتعتبر عملية استئصال اللوز من العمليات الجراحية السهلة حاليا، والتي تتم من خلال عدة تقنيات حديثة أشهرها الاستئصال بأشعة الليزر، ويقوم طبيب أخصائي أنف وأذن وحنجرة بعمل التحاليل اللازمة، ويفضل أن يكون ملما بحالة الطفل الصحية كاملة قبل الجراحة.

والعملية عبارة عن إزالة أنسجة اللوزتين (Tonsils) والتي تتكون من كتل من الخلايا الليمفاوية التي تقع في جدران الحلق.

·        ما بعد العملية :

يمضي الطفل يوما واحدا في المستشفى بعد الجراحة ويخرج في صباح اليوم التالي، ويتم الالتزام بتعليمات الطبيب والراحة التامة لمدة كافية تتراوح بين (10 : 15) يوما حتى يتماثل للشفاء، ويتم تناول الأطعمة اللينة الباردة (الجيلي – الايس كريم- الشوربة الدافئة وليس الساخنة) لوجود صعوبة في البلع وألم في الحلق والأذنين، ويتم التعامل معه بالمسكنات تحت إشراف الطبيب.

·        المضاعفات الوارد حدوثها أثناء وبعد العملية:

1.    النزف الشديد خلال العملية أو بعدها.

2.    فقدان حاسة التذوق وهي من المضاعفات النادرة.

3.    صعوبة القدرة على التحدث بشكل سليم.

4.    الشعور بألم في الحنجرة.

5.    وجود آلام حادة عند البلع.

ويحبذ الكثير من الأطباء عدم اللجوء إلى التدخل الجراحي مع ظهور اعراض التهاب اللوزتين ، إلا في حالات الضرورة القصوى لدى الأطفال، لأنه ثبت علميا أن الأشخاص الذين يقومون باستئصال اللوز في مرحلة الطفولة هم الأكثر عرضة لنزلات البرد والالتهابات الحلقية أو مشاكل التنفس فيما بعد، وذلك لحدوث ضعف في جهازهم المناعي في سن مبكرة.

بقلم : مــروة فتحــي