حق الجار على جاره من الحقوق التي تحدث عنها الرسول صلى الله عليه وسلم، وجاءت أحاديث وأيات لتثبت للناس ذلك، حتى يتبين لهم أن الحياة عبارة عن أفراد تعيش معاً سواء في حارة، أو شارع أو حي أو غير ذلك، ولكل منهم حق على الأخر.
فحق الجار من الحقوق التي وصا عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، لأهميتها وحتى يتعرف الناس كيف تعامل بعضها بإحسان ورحمة.
ففي هذا المقال سيتم عرض بعض الأيات من كتب الله (القرآن الكريم، والإنجيل).
– حق الجار في الإسلام والأديان الأخرى.
– حق الجار ووصايا الرسول للناس على ذلك.
– معاملة الرسول لجيرانه.
– حق الجار على جاره لم يعد يؤمن به أحد.
حق الجار في الدين الإسلامي، حيث كان الناس قبل الإسلام لايعرفوا معنى الجار وحقه، وكان الناس يتمنوا لبعضهم الشر، إلى أن جاء الإسلام ووضح معنى حق الجار على الجار.
اقرأ ايضا
كيف اقضي وقت فراغي ؟ سؤال له العديد من الاجابات تعرف عليها
فقد جاءت آيات بينات توضح ذلك، فقال الله تعالى “وَاعْبُدُوا اللَّه وَلَا تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَلِوَالِدَيْن إحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصّاحِبِ بِالجَنبِ” سورة النساء آية رقم ٣٦.
أما في الدين المسيحي فقد نجد آيات في كتاب الإنجيل تقول” مَنْ لاَ يُحِبُّ جاره لَمْ يَعْرفِ اللهَ” يوحنا الأولى٤.
ويقول السيد المسيح في كتاب الإنجيل” وأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لآعِنِيكُمْ، أَحْسِنُوا إلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذٍينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِيِ السَّمَاوَات، فَإنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصََّلِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّلِمِينَ” متى ٥ :٤٤-٤٥.
ومن الأحاديث التي تحدثت عن الجار، حيث كانت الناس تُسيئ لبعضهم قبل الإسلام، فذات مرة قال جعفر بن أبي طالب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم “إنا كنا أهل جاهلية وشر، نقطع الأرحام، ونسيئ الجوار”.
وكان الرسول أحسن خلق الله أفضل من يجب على الناس أن يقتضوا بمعاملته للجار والناس فقد جاءت أحاديث له : عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه”.
وإيضاً حديث أخر عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن الرسول قال” خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيرانعند الله خيرهم لجاره”.
وعن أبن مسعود قال، قلت: يارسول الله أي الذنب أعظم ؟ قال: “أن تجعل الله نِدًّا وهو خلقك”، قلت: ثم أي، قال: “أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك”، قلت ثم أي؟ قال: ” أن تزاني حليلة جارك”.
وغيرها من الأحاديث الكثيرة، التي تحث على حسن معاملة الجار لجاره سواء مسلماً أو غير مسلم.
– معاملة الرسول لجيرانه.
فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أشرف خلق الله، حيث كان يعامل الناس جميعاً بلطف وأحسان، ولم يؤذي أحد حتى وإن كان أحد قد أذاه، وخير مثال على ذلك ” كان الرسول له جار يهودي كان يضع أمام منزل الرسول قمامة وغيرها، ومر يوم دون أن يضع الرجل القمامة فقلق الرسول على الرجل، فذهب ليعرف لماذا لم يضع القمامة اليوم حيث وجد الرجل مريض، فستعجب الرجل من خُلق الرسول.
فمن الجميل أن يقتضي الناس بأخلاق الرسول في كل شيئ ومعاملاته مع جيرانه، حيث لم يعد هناك أحد يؤمن بذلك الحق، ولم يعد أحد يطيق للأخر كلمة، لذا يعتبر أن كل مايصدر عن الرسول سواء قول أو فعل فهو سُنة.
كتبت : سارة عادل
التعليقات