الشخصية التاريخية والتي لا يخلى كتاب في التاريخ إلا وذكر فيه اسم القائد صلاح الدين الأيوبي ، وهناك مفارقات عديدة بين شخصية صلاح الدين الحقيقية و التي ظهرت لنا في بعض القصص وفي الفيلم السينمائي الذي شاهدنا جميعا الناصر صلاح الدين ، والذي قام بدور البطولة فيه الممثل المصري الراحل أحمد مظهر في دور صلاح الدين الأيوبي ومعه حمدي غيث في دور ريتشارد قلب الأسد والفنانة ليلى فوزي في دور فرجينيا جميلة الجميلات، واليوم قد أردنا أن نرصد بعض هذه المفارقات مع بعض الحقائق التي قد لا تعرفها عن صلاح الدين الأيوبي.

حقائق من حياة صلاح الدين الأيوبي
لم يكن صلاح الدين الأيوبي عربي المنشأ ولكنه كان كردي من أكراد العراق وتحديدا فهو من تكريت العراقية الكردية ، دامت حروبه مع الصليبيين طوال فترة حكمه للدولة الإسلامية في فترة توليه الحكم ، كان همه وشغله الشاغل طوال فترة الحكم أن يقوم بتوحيد أرض الشام بعد أن تفككت الدولة من بعد وفاة السلطان نور الدين ، وظل يقاوم في توحيد الشام لأكثر من أثني عشر عاما ، اشتهر القائد صلاح الدين الأيوبي بدماسة خلقه التي اشتهرت بأخلاق الفرسان ، فكم كان رحيم بعباد الله مهما كانت ملتهم ، أكد المؤرخون أن صلاح الدين كان بعد كل حرب يخوضها يسير بنفسه وسط الأسرى وحينما يرى أحد الأسرى في حالة صحية سيئة أو كبير في السن كان يقوم بدفع الفدية لهم لبيت مال المسلمين من ماله الخاص رحمة منه على هؤلاء العواجيز والمرضى ، كما ذكره المؤرخين العالميين بعد وفاته أنه كان قائد ذا تاريخ مشرف اشتهر بالإنسانية حتى أن ملوك الدول الأوروبية تأثروا بوفاته كثيرا وأقروا واعترفوا بقوة هذا المنافس وإنسانيته الكبيرة .

حروبه ضد الصليبيين لتخليص القدس
ظل تواجد الصليبيين في القدس 88 عاما من الاحتلال والاغتصاب ، إلى أن مّن الله على المسلمين بصلاح الدين وقد عد العدة واستطاع أن يحارب جيوش أوروبا التي جمعت نفسها وأموالها وسلاحها وقائديها من أجل كسر المسلمين وصلاح الدين ، ولكن صلاح الدين كان داهية حربية لا يستهان بها ، فقد يكون هو بالفعل من أمكر وأفضل القادة الإسلاميين على مر التاريخ  ، قاوم كثيرا الصلبيين إلى أن نصره الله بالنصر المبين في موقعة حطين الشهيرة التي أنهى بها صلاح الدين على رقبة الصليبين في بلاد العرب ، ظل يحكم صلاح الدين المسلمين على فرسه وفي خيمته طوال 24 عاما  من الحكم ، ظل منهمك في الخلاص من الصليبيين من أراضي الإسلام والمسلمين إلى أن تمكن من ذلك وحرر القدس بعد ثمانية وثمانون عاما من الاستعمار الصليبي للقدس ، وقبل أن يموت أوصى بأن يتم دفن سيفه بجواره وحدث لك بالفعل  .

مفارقات مهمة بين حياة صلاح الدين الأيوبي وفيلم الناصر
من شاهد الفيلم فسوف يجد أن صلاح الدين الأيوبي قد قام بزيارة ريتشارد قلب الأسد في خيمته وقام بعلاجه بنفسه ، وكذلك في نهاية الفيلم وجدنا أن صلاح الدين يسير هو ريتشارد قلب الأسد في شوارع المدن ينالا تحية الشعب الإسلامي ، لكن الحقيقة التاريخية أكدت أن صلاح الدين الأيوبي لم يلتقي قط بريتشارد قلب الأسد ، وحتى حينما مرض ريتشارد قلب الأسد قام صلاح الدين بإرسال أطباء مسلمين من طرفه كي يقوموا بتطييب ريتشارد قلب الأسد ، ولكن ريتشارد رفض دخول الأطباء وردهم ، وحينما انهزم ريتشارد قلب الأسد ووضحت عليه الهزيمة جرجر هزيمته وخيبته عائدا إلى بلاده دون اعترافا علانية بقوة صلاح الدين كما جاء في الفيلم .